وصف الكتاب
جاءت رواية هولير حبيبتي، مولودة من هذا الرحم الذي يثبت من خلاله الراوي أن المحنة مشتركة بين الكاتب وشخصيات روايته، والمتلقي المستشعر للواقع المر الذي يعيشونه.
بدأت الرواية بالتمهيد للأحداث بلغة شعرية عالية من غير إطالة وذكر ما مرت به البلاد العربية ومنها سوريا، فكانت الأحداث نكسة الحياة العابرة التي لم يكن يعلم أحد أنها ستؤدي إلى هذا المصير المتخضب بالدماء، أما فأل الحياة كان لقاء (هولير) التي بدأت تسرد سيرتها.
هذا النمط الحكائي مقبول جدا في الفكرة العامة حول الرواية، فاللاجئون يحسون بالحزن والمرارة، مما استدعى وجود ما يسليهم ويصبرهم، فجاءت (هولير) المدينة لتقوم بهذا العمل على أكمل وجه فهي",عروسة الأمل", كما وصف الروائي في عمله.
إن وجود هذه الثنائية في النص من أشد عوامل الجذب للمتلقي، سيما المتلقي الذي لا يحب أن يبقى في قالب شعوري واحد طوال أحداث الرواية، كما أن حالة الإباء التي خلقها الكاتب في روايته كانت عامل دفع مهم في الحدث الصاعد نحو العقدة، للخروج من الحزن والتشاؤم، حتى إذا ما وصل إلى العقدة يظهر الأمل مسيطرا على الحكاية في الحدث النازل، من أجل الوصول إلى النهاية المنتظرة للأمل بهدوء مقنع.
من أجواء الرواية:
كل ركنٍ في هولير يطفح بلمسة سحر مباركة
كل شيء يتعمّد -طوعاً أو كرهاً- في معمودية هولير:
هديلُ الحمام على أسطح هولير
زقزقة العصافير على أعالي الأشجار في صباحات هولير الباكرة
قباب المساجد في أزقة أحياء هولير
إيقاع سكون الليل في بيوت هولير
متعة المشي الهوينا على فضّة أرصفة هولير
حفيف الشجر في شوارع هولير
تذوّقُ قِشْدةِ غفوةِ القيلولة في ظهيراتهولير.
ليس في هولير موضعٌ غير قابل لخفقة عشق
ليس في هولير لمسة غير قابلة لهمسة قلب
كل ما في هولير يطفح في نظره بألق فتنة الجمال.
ما أبهى خصلات الشمس في ثنايا جدائل شعرك يا هولير
ما أروع معالم غروب الشمس على ضفاف ضَوَاحِيكِ يا هولير
ما أجمل ظهيرات القيلولة في أركانك يا هولير
ما ألذَّ احتساءَ قهوةٍ في فَيْء عصرك يا هولير
ما أطيب عطر العشاء في أماسيكِ يا هولير
ما أعظم شأنك يا هوليرتي
ما أسماك يا هولير وأنت هولير. أقرأ أقل