وصف الكتاب
حين الحديث عن نجيب محفوظ ينصرف الذهن أولاً إلى واقعيته التى هى أكثر بروزاً من غيرها، فهو ممثلها فى الرواية العربية، وهو إنصراف له مبرراته الموضوعية المقنعة. إلا أن الحديث عنه عندما يتجاوز هذه المرحلة ويلامس مشارف ",أولاد حارتنا", تتشابك الرؤى وتختلط الإنتماءات، فنحن أمام أسلوب جديد ومعاناة مختلفة.. وهذه الجدة لا تعنى انفصالاً تاماً عما كان يؤرق المؤلف فى مراحله السابقة، فهى تتصل بنسب وشيج لذلك الماضى، فليس هناك فنان يستطيع أن يلقى بكل جلده خارجاً مرة واحدة فى أية مرحلة من مراحله الفنية، فالخط واضح متصل يمتد عبر مسيرة الفنان، يخفى تحته جذوة حية قبسها آت من روحه، يتحسسها القارىء الواعى حين يجس ما بين اللحم والعظم.