هل قام الفنان المسلم بتمثيل زخارفة بغية الغرض التزييني فحسب أم حملها أفكار تعبر عما يكنه في داخله من مشاعر وأحاسيس ومعتقدات؟ وتساؤل سيظل حاضرًا على الدوام ومطروحًا على طاولة البحث طالما أن هناك من لا يقع بظواهر الأشياء فحسب.

وتأتي هذه الدراسة محاولة الإجابة في أحد أركانها على هذا التساؤل وكشف بعض الغوامض التي تكتنف كثيرًا من الزخارف الإسلامية وإن الدراسة تهدف إلى البحث عن الرمزية الدينية في الزخارف الإسلامية فلنا أن نفترض أن الغوامض في هذه الزخرفة هي بمثابة رموز تحاول الدراسة وضع تفسيرات لها وذلك من خلال الربط بينها وبين الفكر الإسلامي المنبثق من الثراث الكريم والسنة النبوية والتراث الإسلامي.

ويمكننا أن نحدد الدراسة في صورة نقاط بحثية تدور حول مجموعة كبيرة من الاستفسارات والأسئلة منها: لماذا أقدم الفنان المسلم على استخدام أسلوب معين من الزخرفة ولم يستخدم غيره؟ ولماذا استخدم عنصرًا زخرفيًا بذاته ولم يستخدم عنصرًا آخر؟ ولماذا اختار من بين هذه العناصر أشكالًا بذاتها لتكون في مكان بعينه؟ ولماذا شط الفنان أحيانًا في تمثيل عناصر زخرفية في مكان يفترض ألا تكون مثل هذه العناصر في ذات المكان؟

وفي ضوء الإجابة على مثل هذه النوعية من التساؤلات ومن خلال استقراء الفكر الإسلامي تقدم لنا الدراسة محاولة لتفسير ما نقف عنده أحيانًا عاجزين عن فهمه في الزخارف والموضوعات الفنية الإسلامية سواء كانت هندسية أو نباتية أو مكاتبية أو معمارية أو أدمية أو حيوانية أو خرافية وغير ذلك.