يتمتع هذا الكتاب بتنوع خصب ثري، مزج فيه الكاتب بين كل مت يكتنف مجتمعنا المصري المعاصر من ظواهر، باتت سمة فارقة لإيقاع حياته اليومي، وبين ما يشغل هذا المجتمع من قضايا وظواهر ذات أصالة في فترة من فترات حياة هذا المجتمع، عامداً في مفارقة ذكية لماحة إلى التنويه إلى الشكل الأمل لما ينبغي أن يكون عليه التعايش أو التعامل مع هذه الظواهر والقضايا.

لم يترك الكاتب ملمحاً تبدو فيه تلك الشخصية المصرية المشهورة بعطائها، والقادرة على استلهام السخرية، البسيطة في عرضها، والعميقة في معناها ودلالاتها، ألا وتناوله من بين ما تناول في موضوعاته... الفرح والعلم والسعى الجاد في الحياة، تلك المدرسة الأم التي لا تغلق أبوابها، والانضباط معناه وأصوله... الغناء والأغنية الشبابية والأصلية... الخصخصة وعالمها.. العادات الاجتماعية... الانتماء وأصوله... الوجودية... التلوث بكافة أباده.. المحمول كظاهرة وسلوك...

إن ذلك الاستلهام الساخر، بهدف الكشف عن سلبيات ما نعيشه من ظواهر، يجعل الكتاب منتمياً بحق إلى الأدب الساخر، الذي يهدف رسم البسمة على شفتي القارىء وفي خاطره، ويهدف كذلك في أن يرسل رسالة إلى ذهن القارىء ووعيه لإدراك السلبيات وغير المرغوبات مما يعيشه مجتمعنا حالياً في آن واحد.. رسالة كجرس إنذار، لا تجسم المرفوض ولا تبالغ في تقدير مدى خطورته من ناحية ولا تسفه أو تقلل من آثاره الضارة من ناحية أخرى...