وصف الكتاب
نضع بين يدي القارئ هذا الكتاب الذي ربما يكون من نسيج خيال مؤلفه فيكتور أوستروفسكي، رجل الموساد السابق، أو ربما يكون من الواقع الحي الذي عاشه المؤلف. فالقصة ليست غريبة عن واقع المنطقة، وخاصة فيما مضى، بما فيها من أحداث وغرائب ومفاجئات. فهي أولاً، تروي الصراع الحقيقي داخل جهاز الموساد الإسرائيلي. حوادث خفية وسرية لا يعرفها سوى أشخاصها ولاعبيها. وحوادث الكتاب تجري في عدة بلدان وعواصم، وساء كانت شرق أوسطية أم أوروبية، أو أمريكية. فالأحداث تنتقل بنا من قيادة الموساد في تل أبيب إلى دمشق، أثينا، بيروت، باريس، واشنطن، أمستردام، لاهاي، وغيرها. حيث تروي لنا قصة ضابط موساد يكلف بملاحقة والقضاء على خلية إرهابية مزعومة تعمل في الخارج، ويتهم فيها بعد من قبل قيادة الموساد بأنه عميل داخل الموساد يعمل لحساب رجل مخابرات آخر ألماني، كان يعمل في جهاز مخابرات ألمانيا الشرقية سابقاً. ويعمل فيها بعد مع إحدى أجهزة المخابرات العربية، الذي يوجد فيه بالوقت ذاته عميل آخر يعمل لحساب الموساد. وتجري أحداث القصة بأسلوب شيق وممتع للقارئ، حيث يجري البحث عن العميل داخل الموساد. ويسبب شرخاً فيه وصراعاً مريراً بين قيادات إداراته وفروعه في الداخل والخارج. فالكتاب يتحدث عن عميل مزعوم يعمل في إحدى أجهزة المخابرات العربية لصالح الموساد الإسرائيلي، حيث يقوم بالكشف عن وجود خلية فلسطينية تعمل مع اليونان من أجل القيام بعملية إرهابية مزعومة ضد فئات فلسطينية مؤيدة للسلام. وفي نفس الوقت يكشف عن وجود عميل داخل جهاز الموساد. ومن ثم ينقلب الوضع ليكشف لنا عن وجود عناصر قيادية مناهضة للسلام في قيادة الموساد والتي تسعى للقيام بعمليات اغتيال ضد وفود سلمية فلسطينية وإسرائيلية، كانت تعمل لوضع أسس السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفي غضون ذلك يقوم بطل الرواية، ويدعى ناتان، بمقاومة هذه العملية الإسرائيلية، ويشكل خلية تتألف من عناصر عربية، والذي كان كلف بملاحقة الخلية الإرهابية سابقاً، حيث يسعى ضابط الموساد هذا لإفشال المخطط الذي وضعه رؤوساء الموساد للقضاء على وفود السلام الإسرائيلية والفلسطينية، مما يعرضه للملاحقة من قبل الموساد من أجل القضاء عليه. ويجري الاعتقاد بأنه كان هو العميل المزعوم داخل الموساد، ليكتشف فيما بعد بأن العميل كان رئيس إدارة حساسة في الموساد. فربما يكون المؤلف-أوستروفسكي-ضابط الموساد السابق والمنشق، وصاحب كتاب ",عن طريق الخداع", يعبر عن ذاته في هذا الكتاب وعن صراعه السابق داخل الموساد مع قياداته السابقة. فالشخصيات التي يعرضها كانت جميعها حقيقة، والأحداث ربما كانت حية، وواقعية ولكنها بأسلوب روائي شيق ومغامراتي. فالكتاب قريب جداً في فحواه من نمط الروايات المغامراتية والبوليسية التي تجعل القارئ مشدوداً إليها. أقرأ أقل