بدأت دراسة موضوع العلاقات الاقتصادية الدولية فيما بين مختلف دول العالم في احتلال مكان متميز في الفكر الاقتصادي منذ بداية تكون علم الاقتصاد على يد مفكري المذهب التجاري فقد اهتم هؤلاء الكتاب بالتجارة الخارجية للدولة، وأمام تزايد أهمية وحجم المعاملات المالية الدولية ظهرت المشكلات المتعلقة بالتعامل بالعملات العالمية الرئيسية والعملات الدولية من حيث أسعار الصرف وأسعار الفوائد على هذه العملات، فعلى صعيد الشركات تؤثر أسعار الصرف تأثيراً مهماً ومباشراً على المبيعات والتكلفة والأرباح، أما على صعيد الدول فتؤثر أسعار الصرف على الاستقرار النقدي والنمو الاقتصادي وميزان المدفوعات. وقد جاء هذا الكتاب ليهتم بدراسة التمويل الدولي ونظريات التجارة الخارجية في محاولة للإجابة على التساؤل لماذا توجد التجارة بين الدول؟ وما هي السلع والخدمات التي تكون محور التبادل؟ فجاء الفصل الأول تحت عنوان ماهية التجارة الدولية ويتناول مفهوم التجارة الدولية والتخصص، والاختلافات بين التجارة الداخلية والتجارة الدولية، والأهمية النسبية للتجارة الدولية في الاقتصاد القومي. إما الفصل الثاني فقد تناول نظريات التجارة الدولية منذ بداية الفكر التجاري ثم فكر ديفيد هوم بما يتعلق بآلية الأسعار- النقود- التدفق السلعي ثم نظرية الميزة المطلقة والميزة النسبية ونظرية تكلفة الفرصة البديلة ونظرية القيم الدولية. ثم جاء الفصل الثالث ليلقي مزيداً من الضوء على النماذج والنظريات الحديثة في التجارة الدولية كنظرية الوفرة النسبية في عوامل الإنتاج ونظرية ستولبرر سامويلون ونظرية ريزنسكي وغيرها من النظريات الحديثة. أما الفصل الرابع فقد تناول موضوع العملات الأجنبية من حيث أهميتها كما تناول أيضا مفهوم السوق النقدي وأسس وقواعد التعامل في سوق العملات وأسعار العملات الأجنبية ثم جاء الفصل الخامس ليتناول أنظمة أسعار الصرف والنظريات المحددة لأسعار الصرف وبعد ذلك تناول الفصل السادس ميزان المدفوعات من حيث تعريفه، ووظائفه، وتركيبه، والاختلال في ميزات المدفوعات وكيفية علاج هذا الاختلال. أما الفصل السابع فقد تناول بعض المنظمات المالية الدولية كصندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير، وجاء الفصل الثامن ليتناول المحافظ الدولية والمشتقات حيث أشتمل هذا الفصل على المفهوم العام والمتخصص للمحفظة الاستثمارية وأنواع المشتقات المالية.