لم ينقض القرن العشرين إلا وكانت الثورة الإلكترونية قد دخلت كافة مجالات الحياة وقد كان من شأن ذلك انتشار أجهزة الحاسب الآلي والشبكات العالمية، وخاصة شبكة الانترنت والتي يعبر عنها مجموعة من ملايين الحاسبات الموجودة في أماكن مختلفة في العالم والمرتبطة بشبكة الإنترنت أو بشبكات أخرى أوسع وأكبر. وتتيح شبكة الإنترنت لمستخدميها استخدام الحاسبات الأخرى للعثور على المعلومات أو المشاركة في ملفات في ضوء البروتوكولات الخاصة ــ والتي تعد أسلوبا للاتصال بين الشبكات ــ ما بين الشبكات مع الأخذ بعين الاعتبار انه لا توجد سيطرة مركزية على شبكة الإنترنت. ويرى البعض أن تعريف الانترنت يختلف مع اختلاف الأشخاص تبعاً للغاية التي يرجوها المستخدم من الشبكة فقد يعرضها على أنها شبكة البريد الإلكتروني أو شبكة تجارة إلكترونية أو شبكة البحث العلمي أو شبكة البحث في المكتبات الرقمية والإلكترونية أو شبكة الحكومة الإلكترونية. ومهما كان تعريفها فإنها تجتمع عند مجموعة من الخصائص التي تبين طبيعتها ودورها في التجارة الإلكترونية، إضافة لكونها وسيلة فعالة من وسائل الاتصال عن بعد، باستخدام كوابل ووصلات وبرامج ونظم التشغيل. إضافة للاتفاقيات الدولية ومنظومات الاتصال هذا من جهة، ومن جهة أخرى فلشبكة الإنترنت العديد من التطبيقات التي لها تأثير فعال في مجالات مختلفة كمجال الأعمال والمجالات الاقتصادية. وبشكل عام أثّرت التطورات التكنولوجية المستحدثة على أسلوب التعامل بين البشر بصفة عامة وعلى الميدان التجاري بصفة خاصة. وكان الميدان التجاري أكثر الميادين المتأثرة بالتطور التكنولوجي والمعلوماتي الحديث حيث أصبحت الصفقات تعقد من خلال الانترنت والعروض والمزادات وتسوية المديونيات والإعلانات، ونشأ ما يسمى بالتجارة الإلكترونية والتي حققت نمواً فاق نمو التجارة الإجمالية. ومع ازدياد عمليات التجارة الدولية الإلكترونية أصبح هناك الكثير من رؤوس الأموال الضخمة التي يتم استثمارها في هذا المجال، حيث وصل حجم الصفقات التجارية العالمية التي تتم عبر هذه الأساليب إلى ما يقارب 200 مليار دولار وحتى الآن لم تبذل الجهود الكافية للاستفادة بشكل كلي من الفرص التي تتيحها التكنولوجيا الحديثة في الدول النامية ( )، فبشكل عام حققت الدول النامية 75% بالمائة تقريباً من النمو في عدد مستخدمين الإنترنت ــ الذي يعتبر وسيلة اتصال منظمة للأعمال ــ إضافة إلى أن استخدام الإنترنت يتركز بشكل خاص في عدد قليل من الدول حيث تمثل الصين وجمهورية كوريا والهند والبرازيل والمكسيك 52,61 من مستخدمي الإنترنت في العالم في عام 2003.