وصف الكتاب
يلاحظ بشكل عام -نظرا لتضارب المصالح والتصورات السياسية، والتى نطلق عليها ",منظومة القيم السياسية الأساسية",- أن الدول تتنافس على تكتيل واحتكار أدوات القوة وهو ما يعطى العلاقات الدولية شكل الصراع والتحالفات والحروب، غير أن العلاقات الدولية ليست كلها صراعات وحروبا، بل هى فى الأساس تميل مع الزمن إلى التعاون بديلا عن المواجهة، وهو أمر يؤكده ميثاق الأمم المتحدة، وهناك عامل آخر مؤثر فى مسار العلاقات الدولية، وهو تصورات وقدرات ونوازغ واضعى السياسة الخارجية للدول، وأهمية دور واضعى السياسة فى أنهم يتخذون القرارات، إما بالتعاون أو بالمواجهة.
هذا وقد تنوعت العلاقات الدولية بشكل كبير وسريع فى الخمسين سنة الماضية، بفضل عوامل ونظريات عديدة، يجب أن تؤخذ فى الاعتبار، وأهمها: المتغيرات التكنولوجية -نظريات الصراع الدولى- التكامل الإقليمى -التحالفات الدولية -توازن القوى التقليدى والنووى، ويضاف إلى هذه العوامل والنظريات عامل الشخصية، مثل طموحات بعض الزعامات السياسية والشخصيات الكاريزمية الدولية (جونسون -نيكسون -عبد الناصر).
وقد توخيت من البحث ودراسة اتجاهات وتطبيقات السياسة الأمريكية الخاصة خلال الخمسة عقود التى أعقبت الحرب العالمية الثانية بما احتوته من أحداث وتحديات فى أزمان وأماكن متعددة ومختلفة، أن ألقى الضوء على المخططات والسبل السياسية والعسكرية والاقتصادية، التى نهجت عليها الولايات المتحدة، حتى مكنتها هذه المخططات من تحقيق أهدافها الاستراتيجية، والهيمنة على مقدرات العالم فى عقد التسعينات، فى صيغة يطلق عليها ",النظام الدولى الجديد", بما ينطوى عليه هذا النظام من أبعاد: سياسية واقتصادية وعسكرية لم تتحقق إلا بعد صراع مرير، وتضحيات بشرية ومادية، وتخطيط محكم ودقيق، وقد حفلت هذه العقود الماضية بأحداث وتحديات بالغة، منها ما وصل إلى حد المواجهة الساخنة ولكن بالوكالة. مثل كمبوديا -السويس -يونيه 1967 -أكتوبر 1973 ومنها ما كان مباشرا مثل كوريا/ وفيتنام",. أقرأ أقل