وصف الكتاب
يمر العالم اليوم بأخطر المراحل التاريخية التي تغلي فيها الأفكار والمفاهيم المحلية والإقليمية والدولية، حيث تتغلب المفاهيم القومية والدينية والعنصرية والمذهبية الشفافة، على مبادئ وأيديولوجيات غامضة شاحبة، تؤمن بها بعض العناصر الحاقدة على الحياة العامة والخاصة، لتصب غضبها وحقدها على حياة المعذبين على الأرض.
بين تلك المفاهيم والأفكار، وبين الصراعات التوسعية، والنزاعات الحضارية بين الأصالة والمعاصرة، والثقافات السلفية والحديثة، والعام والخاص، والتقليد والتجديد، والخصوصية والتعددية، تغلي الأفكار الهادئة وتتحول إلى أفكار متفجرة، يحترق فيها الأخضر واليابس في التفكير الإنساني.
إن الثورات التكنولوجية والفضائية والذرية والسكانية، ظهرت في العالم لتحول الظلام إلى نور، والشر إلى خير، والظلم إلى عدل ومساواة، إلا أنها مع الأسف الشديد انحرفت بتأثير المصالح الشخصية والذاتية والنفعية عن مسارها الإيجابي، بحيث تحول العالم إلى قرية تحترق يوماً بعد يوم، ليسيطر الظلام على البشرية من خلال مسميات جديدة، يجب مقاومتها والإبتعاد عنها، ليعيش العالم في أمن وسلام وإستقرار.
وقد تطرق المحامي الكاتب ",عبد الجبار الجبوري", في هذا الكتاب إلى عدة تقاطعات تداخلت في المجتمع العراق، وأحداث شتى تتمفصل في فصول أربعة تعالج تقاطعات الدولة مع الشعب، ففي الفصل الأول تطرق الكاتب إلى وضعية الغليا في سبعة عشر موضوعاً مختلفاً بين السياسة والإجتماع، كموضوع الإستراتيجية الثابتة، والترابط العضوي بين الوطن والمواطنة، والتعايش الإنساني، مروراً بالتعددية والتكامل والتنازع الفكري، والديمقراطية في نظرية العمل المحمدية، وغيرها من المواضيع التي تتعلق بالحياة الإجتماعية.
وتناول الفصل الثاني عدة عناوين منها (الفقير الصابر أفضل من الغني الشاكر، والنظرية في أمة العرب، وأوراق مصرية، وأولادنا أكبادنا، وبدع وضلالات) وغيرها من الموضوعات الأخرى، وأفرد في هذا الفصل عدة أمثال للإمام علي رضي الله عنه تتعلق بالفقراء، ثم انتقل إلى المعذبين في الأرض، ثم إلى نظرية أمة العرب من زمن الجاهلية مروراً بفترة وجودة الرسول صلى الله عليه وسلم وإنتهاء بدور الخلفاء الراشدين ومن تبعهم في الحكم من أولي الأمر، أما في الفصل الثالث، تناول الكاتب عدة مواضيع منها (غليان الأفكار) و(ثورة الأغلبية) و(خطايا غاندي) و(فصل القضاء عن السياسة) وغيرها من الموضوعات الأخرى، ذاكراً ما تميز به الأنبياء من صفات.
وأشار الكاتب في الفصل الرابع إلى أهمية الدستور حيث وجد أن هناك تعارضاً بين مواد الدستور العراقي، وذكر الكاتب في هذا الفصل عدة مواضيع أهمها (العولمة والإغتصاب الثقافي) و(العلاقة بين العروبة والإسلام) إضافة إلى مواضيع أخرى، تناولت السلبيات والأمراض التي تنهش جسد الأمة...