( في غرفة مكتب حسنين بيه عضو محلس النواب والمقال. ليس في الحجرة شئ من اسمها إلا مكتب قديم ضخم فوقه صورة ودولاب. ببحجرة بابان. الأيمن يؤدى الى داخل البيت، ولاأيسر يؤدى إلي الخارج. يرى حسنين بيه جالسا خلف المكتب منهمكا في الكتابة. وتدخل زوجته أبرز ما فيها أنها تبدو صغيرة منه كثير).

الزوجة: الساعة بقت4 دلوقت، مش تقوم تستريح شوية.
حسين: (بجفاء) وأنا أمتى استريحت، طول عمري وأنا فى الهم ده.
الزوجة: طيب مش تقوم تاكل لقمة وبعدين ترجع تشتغل تاني.
حسين: وهوالراجل اللى وراه شغل اللى وراه مشغوليات بيجيلو نفس ياكل حاجه.
الزوجة: (تجلس) أنا عارفه شغل ايه ده اللى انت طول النهار خاوت بيه دماغك.
حسين: (يلقى بالقلم) العزبة المهببة، عزبة بنايوتى اللى كانت خرابات وعشش وعقارب، بقت مدينة ترد الروح، تشرح القلب.
الزوجة: طيب مش اتبنت وخلاص.
حسين: أيوه صحيح، خلاص البلاط والشبابيك والأدوات الصحية، انما لسه الخوته، وقلبة الدماغ ما خلصتش، لحد أمبارح بس، المصاريف 350 ألف جنيه.
الزوجة: وانت ايه اللى كان شبكك فى الخوته دى؟
حسين: (بغضب) رجعنا للكلام الفارغ، ايه اللى كان شبكك. ايه اللى جاب رجلك، ايه اللى وقعك، كلام لا يودى ولا يجيب.
الزوجة: طيب أمال بتشتكى ليه.
حسين: بلاش ياستى، هاتى أبرة وفتله أخيط بقى (ينهض من مكانه) آل بتشتكى ليه، لأ أغنى ورأقص،350 ألف جنيه من لحم الحى دا الواحد بيقطعولوا ايد والا رجل بيصرخ لمايقول بس، ودى لا ايد ولا رجل دا شقى العمر كله.
الزوجة: طيب انت مش متفق مع الانجليز هتأجرهلهم.
حسين: ما هو دا اللى شغلنى، قدمنا 7 سنين عشان نلم حقها (بأسف) ياعالم بقى، حنعيش 7 سنين كمان والا مش حنعيش.