وصف الكتاب
لاحظت أن غالبية معاجم المصطلحات التي تصدر في مصر لشتى فروع المعرفة الإنسانية، تقتصر في منهجها على إيراد المصطلح الإنجليزي - أو الفرنسي - إلى جانب قرينة في اللغة العربية. ومن ثمة. تخضع الفهرسة لترتيب حروف الأبجدية الإنجليزية، أو الفرنسية. ولقد توحي هذه الطريقة بأن المعجم - على تلك الصورة - يقصر حدود معاملاته على ما ليس أبعد من جدران مكتبات المتخصصين، أو المترجمين في هذا الجنس من العلم أو الفن. لذا، عندما توفرت على كتابة هذا المعجم، فضلت أن أخرج بمنهج مصطلحاته من دائرة استعمالات المتخصصين المحدودة إلى أفق أرحب.
ومن هنا، اطرحت المنهج التقليدي عندنا في تحرير المعاجم الاصطلاحية، والتزمت بشرح طبيعة كل مصطلح شرحاً مكثفاً يستجلي معناه، ويضئ حواشيه التاريخية كلما أمكن ذلك. ويدفعنا هذا المنهج التفسيري المركز إلى القول بأن هناك فرقا جوهريا - وبدهيا في ذات الوقت - بين قولنا: ",قامومس الدراما والمسرح", وبين ",معجم مصطلحات الدراما والمسرح",. ففي المقولة الأول تفرض ضرورات البحث الالتزام بالشمولية في المعالجة.
أما فيما يتعلق بالمقولة الثانية - التي تبنيت مفهومها هنا - فإن تناولها البحثي يختلف عنه في الحالة الأولى. ومن ثمة فقد التزمت بمعالجة المصطلحات الدرامية والمسرحية فحسب، وهدفت إلى إيراد الكلمة العربية المزكاة للاصطلاح، ومقابلها في الإنجليزية، ثم إتباعهما بتعريف مركز جداً يحدد - ما أمكنه - الملامح الشخصية المميزة للمصطلح. ويستحب التنبيه هنا إلى أن تلك التعريفات المكثفة ليست - في طبيعتها - تغطية استقصائية لكل معنيات المصطلح، أو تتبعاً تاريخياً لتطور العام، وإلا خرجنا عن هدفنا إلى الارتباط بمفهوم قاموسي آخر يستوجب كتابة عديد من المقالات لعدد لا بأس به من المجلدات التي تغطي تاريخ الدراما والمسرح، وهذاما لم يكن في الحسبان. فما لا شك فيه، أن هذا المعجم يضم زحمة وفيرة من المصطلحات التي يحتاج تعريف كل منها تعريفاً كاملاً إلى كتيب، بل إن بعضها يمكن أن تغطي دراسة خصائصه الشخصية، والتاريخية، والمقارنية مجلداً مثل: المأساة، الأزياء المسرحية، الإضاءة، الدراما الإليزابيثية، البناء الدرامي، الكلاسكية الجديدة، المدارس التمثيلية.