وصف الكتاب
إن فهمنا لطبيعة الفن وحقيقته وغايته لا يتيسر إلا بعد اتخاذ موقف فلسفى جمالى واضح ومحدد من الحياة. وحاجة الأديب إلى هذا الموقف لا تقل عن حاجة الناقد, بل ربما كانت حاجة الناقد ألزم. فالعمل الأدبى ",وجهة نظر", مباشرة فى الحياة, يتقدم بها إلينا إنسان صهرته التجربة وأنضجه التحصيل. إنه-كما قيل بحق ذات يوم- تفسير للحياة.
وعند هذا التفسير يلتقى الأدب والفلسفة. ومن ثم كان اختيارى موضوع هذا البحث محاولة لتفهم طبيعة هذا الالتقاء فى نوع بارز من الأنواع الأدبية هو الأدب المسرحى, ولمناقشة بعض القضايا المتعلقة بأدبنا المسرحى بصفة عامة, وتفهم أثر هذا النوع فى حياتنا.
إنها محاولة نقدية تهدف فى أقصى غاياتها إلى تمثل كل دلالة يدل عليها ظهور هذا النمط الأدبى فى حياتنا الحديثة والاتباط بين تطورنا الفكرى والحضارى فى العصر الحاضر, وتطور الفكرة فى حياة هذا النمط الأدبى القصيرة نسبيا, ثم تمثل هذه الفكرة فى الإطار العالمى.