وصف الكتاب
يشتمل هذا الكتاب على مجموعة دراسات تَنْدرج فيما يُسمّى ",النقد الأدبي",، إنها دراسات متنوعة، لكنها تستجيب لإسْتِمرارية معينة كما يوضح الكاتب ذلك.
من جهة ثانية، يمكن إعتبار هذا الكتاب ذاته، بمثابة مدخل لنقد أدبي جديد يأخذ على عاتقه التراث العربي وكذلك النظريات الحديثة المتصلة بِمَوْضُوعة الكتابة.
لكن، كيف يمكن تقديم كتاب عندما يقدم هذا الكتاب نفسه بِنَفْسه من حيث إنه يخْضَع لإستقلال صارم؟...
إن هذا الإختلاف بين الكلام والكتابة يقع داخل اللغة، وهنا تكمن الإزدواجية اللغوية الأولى، إذا صحّ التعبير.
إن عصرنا قد أنجز، في هذا المجال، خطوة داخل الفكر، ومفهوم اللغة لم يعد يُعتبر بصفته وحدة في نسق إشارات تستطيع الذات Le Sujet (والات غير مقتصرة على الإنسان) أن تتحكّم فيه كيفما تشاء، إن اللغة ولغة الحديث، هما ذاتهما المحرّكان النشيطان للإنسان ولفكره ولجسده ولكينونته.
ليست اللغة جزءاً من الإنسان، بل هي أفُقُ إستطاعته (وعجزه كذلك) في أن يعيش حياته وموته وذلك بالتكلم عنهما وبكتابتهما مع أكثر ما يمكن من الدقّة.