وصف الكتاب
ستحتفظ ذاكرة السينما في أفريقيا السوداء لأزمنة طويلة بتلك المأثرة الكبرى التي استطاع تحقيقها ",عثمان سامبين", في تاريخ ",السينما العالمية", بهذه العبارة القوية وصف المؤرخ السينمائي الفرنسي جورج سادول السينمائي الأفريقي السنغالي عثمان سامبين. أما رجل الثقافة الأفريقية البارز والشاعر المارتيني الذائع الصيت إيمي سيزيد فقد قال عنه: ",إن إبداع سامبين إبداع مهم للغاية حيث يمثل الظاهرة الجذابة الفريدة في الثقافة الفنية الأفريقية",. إن التقديم باستذكار هاتين الشهادتين لا يهدف إلى التفخيم كغرض تجاه رجل كعثمان سامبين-فأعمال هذا الروائي والسينمائي من الأهمية بمكان بحيث لا تنتظر وصفاً تفخيمياً من أي باحث أو ناقد بقدر ما هي عليه فخامة بالفعل.
فقيمة سامبين العميقة بالثقافة الأفريقية تنهض وبنحو أساسي من صفة التطور والثراء التي اتصلت بسيرة إنتاجه الفني كما الحرفية العالية التي ارتبطت بذلك الإنتاج فمؤلفاته الأدبية وأفلامه السينمائية تشير إلى موهبة فذة ومعالجات فنية لا تقف عند منح المرء تصوراً دقيقاً ملموساً عن حركة الإنتاج الثقافي الفني بأفريقيا السوداء فقط وإنما بكل دول العالم الثالث. جاء سامبين إلى الأدب ومن بعده إلى السينما في تلك الحقبة التاريخية التي خرجت فيها جيوش الاحتلال الغربي من أفريقيا حينما قضت الثقافة الأفريقية الفنية أحرج أوقاتها... السبب الذي جعل من أعماله الأدبية والسينمائية المرآة التي عكست عمليات التغيير والتحويل المتنوعتين ليس بالسنغال وحدها ولكن ببلدان أفريقية عديدة. وهذا الكتاب الذي بين أيدينا يمثل مرآة عاكسة لحياة سامبين الخاصة ولإبداعاته السينمائية والروائية التي قدر لها أن تكون المرآة الصادقة لعمليات التغيير والتحويل في عموم القارة السوداء.
نافذة يشرق من خلالها إبداع الروائي والسينمائي ",عثمان سامبين", لسينما أفريقيا السوداء، لما يمثله من ظاهرة جذابة وفريدة في الثقافة الفنية الأفريقية. لقد طرق سامبين أبواب الأدب قبل أن يضيء أنوار الشاشة السينمائية في حقبة تاريخية كانت جيوش الاحتلال الغربي فيها تغادر أفريقيا، حيث قضت الثقافة الأفريقية أحرج أوقاتها، فتهيأ لأعماله أن تكون المرآة الصادقة لعمليات التغيير والتحويل في عموم القارة السوداء.