هناك الكثير من الكتب عن صناعة الأفلام. لذا كان الشاب الذي لم يسعده الحظ بالارتباط بأحد صانعي الأفلام الجيدين، يبحث عادة في الكتب عن المعلومات التي يحتاج إليها. سوف يجد كتباً عديدة تناقش النظريات المختلفة عن السينما، أو تضم نقداً ولقاءات ومقالات. إن المجادلات المضنية والمعقدة للغاية التي تتطلبها صناعة مثل صناعة الأفلام، تحتاج إلى جهود عدد من المتخصصين، الذين قام بعضهم بتأليف كتب تقنية، جيدة، إلا أن أحد قطاعات هذا الموضوع قد أهمل في السنوات الأخيرة، وهو ما يطلق عليه تنظيم الصور من أجل عرضها على الشاشة. هناك كتب مثيرة في هذا المجال إلا أنها لن تفي بالغرض، فهي غير كاملة، وقليل منها ما يقدم معلومات عملية فعلية يمكن لصانع الفيلم المبتدئ أن يستوعبها وأن يطبقها في عمله. من هنا يأتي كتاب دانييل أريخون ",قواعد اللغة السينمائية", الذي يهدف إلى ملء هذه الثغرة التي اتسعت على قدر كبير منذ كتابه تلك الكتب أصلاً. والكتاب يختصر على الأجيال الشابة التي تحلم بصنع أفلام ممتازة جهدهم وسنوات تدرييبهم وبالإضافة إلى ذلك فإن هذا الكتاب يجنب المقبلين على فن صناعة الأفلاممن الشباب المهام الصعبة لجمع قصاصات المعلومات من هنا وهناك للوصول إلى القواعد الأساسية للسرد السينمائي. لن يجد الناظر في هذا الكتاب نظريات، بل سيجد حقائق، تمّ اختيارها وأثبتت صلاحيتها عبر فترة زمنية طويلة على يد صانعي أفلام مختلفين من جميع أنحاء العالم، ومن الممكن تطبيقها مباشرة على أي مشروع فيلم قد يفكر فيه أي شاب طموح.

لقد تطورت السينما بمعدل عجيب، وخاصة في أشكال السرد السينمائي. وبفضل آلات التصوير خفيفة الوزن ومعدات تسجيل الصوت المحمولة باليد والتطورات التقنية الأخرى من جانب، وبفضل الأسعار الاقتصادية لإيجار المعدات الجيدة، ورخص الفيلم الخام والتحميض والطبع من جانب آخر، أصبحت صناعة فيلم روائي طويل على مستوى الاحتراف ذي ميزانية منخفضة أمراً في متناول الكثيرين.

وإذا كان حلم الأجيال الشابة الآن أن يصنعوا أفلاماً ممتازة، فإليهم وإلى العديد من الأشخاص الآخرين الذين يزداد إقبالهم على صناعة الأفلام كوسيلة للتعبير، نقدم هذا الكتاب. إنه يهتم باختصار سنوات التدريب وتجنب المهام الصعبة لجمع المعلومات من هنا وهناك للوصول إلى القواعد الأساسية للسرد السينمائي. لن تجد هنا نظريات، بل حقائق، تم اختبارها أثبتت صلاحيتها عبر فترة زمنية طويلة على يدى صانعي أفلام مختلفين من جميع أنحاء العالم، ومن الممكن تطبيقها مباشرة على أي مشروع فيلم قد تفكر فيه.