وصف الكتاب
مثلما كانت قصة رحلة المعاناة التي عاشها كاتب هذه الرواية عندما اضطر إلى أن يغير عنوان مجموعته القصصية من ",هموم الآخرين", إلى ",لقاء... مع رجل مجهول",. وكيف... ولماذا كتب تلك الرواية خلال اعتقاله في سجن الواحات من عام 1959 حتى عام 1964، وفي أي مناخ إعلامي نشرت تلك الرواية في عام 16969.. كيف حلم بتكوين شخصية بطلها الأب عياش راهب كنيسة قرية ",عين الفلسطينية ومساندته النبيلة لفصيل من الفدائيين من أجل أن يتحرر بيت المقدس وفلسطين كلها من دنس الاحتلال الصهيوني.
في وراية محمد صدفي تتسجد شخصية ",هند", الفتاة الفدائية المكلفة باغتيال عمها مختار قرية ",عين", المتعاون مع العدو وما قان به راهب كنيسة القرية، أو المطران كابوتشي بعد ذلك بسنوات من جليل الأعمال خلال التجاء بعض الفدائيين للاحتماء بالكنيسة المهد ببلدة بين لحم وما حدث داخلها وحولها.
تماماً كما حدث في قصة ",لقاء... مع رجل مجهول..", عادت أيضاً دورة معاناة الكاتب الروائي محمد صدقي منذ نشر معالجته السينمائية لنفس روايته الأدبية ",لقاء مع رجل مجهول", في جريدة الجمهورية عام 1974 باسم ",مدافع الأب عيا", كعمل سينمائي، تلك المعالجة التي أسرع الفنان محمود المليجي للتعاقد على شرائها لتحويلها إلى فيلم سينمائي يقوم هو فيه بدور الأب عياش أو المطران كابوتشي، ثم عرض على الفنانة سعاد حسنى أن تقوم بدور هند الفتاة الفدائية بطلة الفيلم، لتمتد رحلة المعاناة مع ممثلي منظمة التحرير، ثم الجامعة العربية، ثم مشاكل الرقابة وتمويل الفيلم. وسند كل ذلك بوثائقه منشور في نهاية الكتاب.
مثلما حدث كل ذلك كانت معاناة الفنانة سعاد حسني التي اتفقت مع محمود المليجي على القيام بدور المطران كابوتشي مع شرائها حق إنتاج الرواية كفيلم سينمائي تقوم هي ببطولته وتكليف كاتب الرواية بكتابة تجربة السيناريو الأول للفيلم حتى فوجئت برحلة الرئيس السادات إلى إسرائيل، ثم توقيع معاهدة كامب يفيد، وما حدث بعد ذلك من خلافات بين منظمة التحرير وبعض الدول العربية مما أوقف عملية إنتاج الفيلم.
هل أطلت في سرد قصة معاناة الفنان من أجل أن تصل رسالة إبداعه الأدبي والفني للقارئ والمشاهد..؟
عفواً.. ما هو أكثر من ذلك سيعرفه القارىء من مقدمة هذا الكاتب التي لا غنى عنها.