وصف الكتاب
يجمع المسلمون عامة على أن سيرة الرسول محمد (ص) هي المنهج الرباني القويم الذي لا بد لكل فرد مسلم أن يتأسى بها تفكراً وندبراً في واقع الحياة ففيها الهدى والرشاد للقادة والمحكومين والمرشدين والموجهين والمجاهدين، وفيها الأسوة الحسنة في مختلف المجالات: في السياسة والحكم والإقتصاد والمال والإجتماع والعلاقات الإنسانية.
وهذا الكتاب ]الرحيق المحتوم[ هو جهد لفضيلة الشيخ ",صفي الرحمن المباركفوري", من الجامعة السلفية بالهند – من الكتب المتفردة في السرد التاريخي، والذي امتاز بمنهجه الواضح وشموليته الجامعة في عرض السيرة العطرة عرضاً عميقاً، يسيراً، خالياً من الشوائب والأباطيل التي ألحقت ببعض كتب السيرة. وقد جاء الكتاب استجابة لدعوة رابطة العالم الإسلامي في مسابقة السيرة النبوية التي نظمتها عام 1396 ه ففاز بالجائزة الأولى نظراً لأهميته.
يقول مؤلف الكتاب أن السيرة النبوية المباركة ",هي المنبع الوحيد الذي تتفجر منه ينابيع حياة العالم الإسلامي وسعادة المجتمع البشري (...) وعلى الجملة فقد كان النبي (ص) محلى بصفات الكمال المنقطعة النظير، أدبه ربه فأحسن تأديبه، حتى خاطبه مثنياً عليه فقال: ",وإنك لعلى خلق عظيم", وكانت هذه الخلال مما قرب إليه النفوس، وحببه إلى القلوب، وصيّره قائداً تهوي إليه الأفئدة، وألان من شكيمة قومه بعد الإباء، حتى دخلوا في دين الله أفواجاً. وهذه الخلال التي أتينا على ذكرها خطوط قصار من مظاهر كماله وعظيم صفاته، أما حقيقة ما كان عليه من الأمجاد والشمائل فأمر لا يدرك كنهه، ولا يسبر غوره، ومن يستطيع معرفة كنه أعظم بشرٍ في الوجود بلغ قمة من الكمال، استضاء بنور ربه، حتى صار خلقه القرآن؟ ...",.
يتوزع الكتاب في بابين جاء الباب الأول بعنوان ",العرب", ويتكلم عن الجزيرة العربية قبل البعثة النبوية ويتألف من خمسة محاور هي: 1- موقع العرب وأقوامها، 2- الحكم والإمارة في العرب، 3- الحكم في سائر العرب، 4- ديانات العرب، 5- صور من المجتمع العربي الجاهلي.
أما الباب الثاني فيتحدث عن العهد المكي، والعهد المدني فأما ",العهد المكي", فيتضمن: نسب النبي (ص) وأسرته، المولد وأربعون عاماً قبل النبوة، في ظلال النبوة والرسالة – الوحي، المرحلة الأولى من جهاد الدعوة إلى الله، المرحلة الثانية جهاراً، المقاطعة العامة – نقض صحيفة الميثاق، عام الحزن. المرحلة الثالثة دعوة الإسلام خارج مكة، عرض الإسلام على القبائل والأفراد، الإسراء والمعراج، بيعة العقبة الأولى والثانية، هجرة النبي، يلي ذلك – ",العهد المدني", ويتحدث عن المرحلة الأولى والحالة الراهنة في المدنية عند الهجرة، ويتضمن: بناء مجتمع جديد – بناء المسجد النبوي، معاهدة مع اليهود، الكفاح الدامي وفيه غزوة بدر الكبرى وأسبابها، النشاط العسكري بين بدر وأحد، غزوة أُحد، السرايا والبعوث بين أُحد والأحزاب، غزوة الأحزاب، غزوة بني قريظة، غزوة بني المصطلق أو غزوة المريسيع، عمرة الحديبية. أما المرحلة الثالثة فكانت في: مكاتبة الملوك والأمراء مثل: النجاشي، كسرى، المقوقس، قيصر ملك الروم، ... الخ. يلي ذلك الحديث عن غزوة خيبر ووادي القرى، عمرة القضاء، معركة مؤتة، غزوة فتح مكة، غزوة حنين، غزوة الفتح، غزوة تبوك، حج أبي بكر رضي الله عنه، نجاح الدعوة وأثرها، حجة الوداع، إلى الرفيق الأعلى وأخيراً صفات وأخلاق النبي (ص).