في أواخر عام 2003 و أثناء انعقاد مؤتمر قمة الأرض بمدينة جوهانسبرج, أعلنت حكومة جزيرة “فانوتو” التي تقع في المحيط الهادي أنها بصدد رفع دعوى قضائية ضد وكالة حماية البيئة بالولايات المتحدة لأسباب تتعلق بالأحتباس الحراري. و تقع جزيرة فانوتو على أرتفاع بضع أقدام فوق مستوى سطح البحر و يعاني موطنوها البالغ عددهم ثمانية الاف نسمة من خطر التهجير بسبب ارتفاع منسوب مياه المحيط كنتبجة مباشرة للاحتباس الحراري. و تعتبر الولايات المتحدة -صاحبة أكبر أقتصاد في العالم- هي أيضاً أكبر مركز لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون و لذلك فهي اكبر مساهم و متسبب في مشاكل الاحتباس الحراري. هذا و قد أعلن الصندوق القومي لتنمية المصادر البيئية,و هو تجمع أميريكي نشط يعرف اختصاراً باسم (نيرف), أنه سينضم الى جزيرة فانوتو في دعواها القضائية التي كان من المتوقع أن ترفع الى المحكمة في صيف 2004. و لقد أشيع أن جورج مورتون -أحد محبي الاعمال الخيرية الذي قام كثيراً بمساندة القضايا البيئية- سوف يقوم بتمويل الدعوى التي يتوقع أن تكلف أكثر من 8 ملايين دولار, و حيث أن الدعوى كانت ستنظر أمام الدائرة القضائية التاسعة لمدينة سان فرانسيسكو الأميريكية المشهورة بتعاطفها مع قضايا البيئة فقد أصبح انتظار الدعوى الشغل الشاغل لكثيرمن الناس. و لكن الدعوى لم ترفع نهائياً. و لم يتم تقديم أي توضيح لسبب فشل تقديم الدعوى سواء من قبل منظمة نيرف أو حكومة جزيرة فانوتو. و حتى بعد الأختفاء الغامض لجورج مورتون فأن قلة اهتمام وسائل الأعلام بالموضوع قد ترك الظروف التي أحاطت بتلك الدعوى غير واضحة. على الأقل حتى نهاية 2004 عندما قام العديد من أعضاء مجلس أدارة منظمة نيرف بالتحدث في وسائل الأعلام عما حدث مع تلك المنظمة. و تم كشف المزيد من الحقائق عن طريق بعض الأعضاء السابقين بشركة محامة تدعى “هاسل أند بلاك” و مقرها مدينة لوس أنجلوس مما أضاف تفاصيل أخرى الى القصة. و لقد أصبح واضحاً الان ما حدث لسير الدعوى القضائية الخاصة بجزيرة فانوتو فيما بين مايو و أكتوبر من عام 2004 و لماذا لقى الكثير من الناس مصرعهم في أماكن متفرقة من العالم نتيجة لذلك.