هدفنا سهولة الحصول على الكتب لمن لديه هواية القراءة. لذا فنحن نقوم بنشر اماكن تواجد الكتب إذا كانت مكتبات ورقية او الكترونية
ونؤمن بان كل حقوق المؤلفين ودار النشر محفوظة لهم. لذلك فنحن لا نقوم برفع الملفات لكننا ننشر فقط اماكن تواجدها ورقية او الكترونية
إذا اردت ان يتم حذف بيانات كتابك من الموقع او اى بيانات عنه، رجاءا اتصل بنا فورا
إذا اردت ان تقوم بنشر بيانات كتابك او اماكن تواجده رجاءا رفع كتاب
قراءة و تحميل pdf فى كتاب : جماليات الأسلوب (الصورة الفنية في الأدب العربي)
يفتقد القارئ والمتلقي العربي عامة ",عدد من المفاتيح ليتجاوز عقبات توصد دون النص، فهو لا يدنو منه ولا يدري ما السبيل إلى ذلك، وإنه تتناهى إليه أحياناً أصوات شجية، ومرات يعلو ضجيج، وفي أحيان أخرى لا يعرف ما وراء ذلك الأفق الذي يظن أن شاعراً يكمن في أطرافه، ثم يطلع بعض من الناس يتحدثون ويصفون من غير أن يفصحوا أو أن يكون كلامهم مقرباً ما يحاول القارئ أو السامع تبيّنه وتذوقه. هذا المأزق الذي يحيط بالنص وبالقارئ يتعمق لأن النقّاد المحدثين ومن هم في حواشي النقد يبهمون.
ويستغلق العمل الشعري في أيديهم بدلاً من التفسير ومقاربة التوصيل، وعندما يلجأ المتلقي إلى الدراسات والبحوث يقع بين طرفين أولهما هذا المحدث من المؤلفات والمترجمات وكثير منه لا تتضح عبارته ولا تستبين رؤيته للأمور بسبب من التعقيد الفجّ أو القفز فوق الظواهر الأسلوبية بتهديمات ذاتية ومركبات لفظية لا غناء فيها، والطرف الآخر هو كتب التراث النقدي والبلاغي وهذه لا يسهل التعامل معها بشكل مميز للجمهور العريض. ففيها المصنفات المبدعة، لكنها تحتاج إلى دراية بنمط التأليف وإشاراته الثقافية لدى هؤلاء، كالآمدي، والقاضي الجرجاني... وهناك كتب بلاغية في حقب تاريخية متأخرة زمناً ولها طوابعها التي أخذت في الاغراق التقعيدي البعيد عن الشواهد. نجم عن ذلك حاجة القارئ المعاصر إلى مؤلفات توضح القيم الأساسية للتعامل مع النصّ، مما يمكن من التذوق، أو متابعة بعض النقاد في تحليلاتهم للأعمال الشعرية، وإن فصول هذا الكتاب تسعى لتعرض معالم الظواهر الأسلوبية-البلاغية في الصورة الفنية في الأدب العربي، وهي موصولة بالتراث النقدي والبلاغي تأخذ منه الخطوط الجوهرية من غير أن تلزم بالجزئيات التي جاءت مع رغبة بعض أهل التصنيف في التزيّد الشكلي.
وهذه الفصول دلالية ونفسية وجمالية، وان تكن أصول لها تعود إلى التراث فالفضل في الجدة يتمثل في التكامل والسعي نحو الشمول. وبالرجوع إلى فصول هذا الكتاب نجد أنها قد بلغت من ناحية التعداد ستة فصول، تضمن الأول منها دراسة لموضوع الخيال والصورة الفنية، أما الثاني فعرض لمسألة الصورة التشبيهية، في حين استعرض الثالث موضوع الصورة الاستعمارية في جميع جوانبها (النقد والدلالة، الحسية والتجريد وحركة الأفعال في تكوين الاستعارة). أما الفصل الرابع فتضمن بحثاً يتحدث عن الصورة الكنائية والمجاز المرسل. في حين تناول الفصل الخامس والأخير مسألة الصورة الرمزية من حيث ماهيتها، وأبعادها، وبعد ذلك درس ما كان عند الشعراء العرب القدماء من بعض الأساليب الرمزية الإشارية والبنائية.
اتجهت فصول هذا الكتاب لتبلغ درجة يحسّ معها الدارسون والمتخصصون بإضافة ونهج جديدين في بلورة الصورة الفنية في الأدب العربي وتحليلها، ويقترب منها المطّلع، فلا يراها غريبة عنه، بل هي تفتح السبل أمامه فتتسع خطواته وتمتد معها الدروب المثمرة.
أما منهج عرض الظواهر الأسلوبية التصويرية فهو، إضافة إلى التكامل اللغوي الدلالي والجمالي بالبلاغة، يجعل الفصول تبنى من خلال النصوص والسياقات؛ فغدا العمل تطبيقاً رغم مساراته النظرية، وتنوّعت النصوص لتعطي نتيجة شمولية، فالظاهرة التصويرية تتجلى في القديم والحديث مع تفاوت في ألوانها وأنماطها ومدى انتشارها.
وقد أفرد المؤلف فصلاً للصورة الفنية يؤصّلها في الأدب العربي القديم ويتابع أعمال الشعراء المعاصرين.