وصف الكتاب
في هذا الكتاب الفريد يقدم خمسة علماء لاهوت وثلاثة علماء نفسانيين وعالِمَين في الحضارة الآسيوية وعالِم أساطير مقارن، بحوثاً كُتِبَ كل واحد منها بشكلٍ مستقلٍّ، وقد رُتِّبَتْ من قِبَل جوزيف كامبل بطريقة تُسفر عن تقدمٍ منطقيٍّ منظّمٍ للتفكير عند الإنتقال من واحد منها إلى الآخر، وتثمر نصاً متكاملاً.
(آلان واتس) المحاضر الشهير يقدم أفكاره في البحث الأول عن الميثولوجيا الغربية: ميزاتها وعيوبها، ومكانتها في الحياة العقلية المعاصرة، ما فائدتها لنا؟ وما المشاكل التي تضعها أمامنا؟...
ويقدم (ديفيد ميللر) عرضاً عن أسطورة أوريست موضوع مسرح وأساطير اليونان القديمة، بإعتبارها نموذجاً مفيداً قد تتكامل حوله إهتماماتنا المعاصرة وتتحد، وهو يستكشف من خلال نقاشه معنى التطهُّر ودور الأسطورة والحلم في تقدم العلاجات النفسية للتطهُّر - العلاج بإعتبار الحلم أو الأسطورة هو رؤية كلية تسقط في المرآة السحرية للخيال لترأب نقصاً في الحياة الفانية.
ومن الأسطورة والحلم ومع ربطها بشخصية إغريقية ننتقل في المقالات التالية إلى الأسطورة والحلم في النصوص اليهودية والمسيحية؛ ومن ثمّ ننتقل إلى قراءة (نورمان براون) لأسطورة دافني وأبولو، وهي قراءة مُحمّلة بإحالات ساحرة لمراجع أدبية متنوعة.
ويتصدى (ستانلي رومين هوبر) في مقالته ",الأسطورة والحلم والخيال", إلى ",أزمة الخيال", المعاصرة وإلى تراجع الشخصيات الأسطورية إلى الساحة الخلفية للعالم التكنولوجي الصاعد، وهذا يقوده إلى إختبار دور السخرية المتأصلة في الأحكام التوكيدية الخاصة بالمجال الجمالي الأسطوري الحديث، وبعده يطالعنا (جوزيف كامبل) ليقدم لنا بحثاً دقيقاً عن المواضيع الأسطورية في الفن تبلغ الذروة عبر تفحص عملية إبداع الأسطورة المعاصرة.
أما (إرا بروغوف) فيناقش العلاقات بين الحلم والأسطورة والفن مع إحالة خاصة إلى أفلام إنغمار بيرغمن، ويعاين (رولو ماي) الدور الشيطاني الفاعل في النفس، وأخيراً يناقش (أوين بارفيلد وريتشارد آ. أندروودد) - في بحثيهما - العلاقات بين الأسطورة والحلم والتفكير الفلسفي.
وحين ننظر إلى هذه المقالات الأحد عشر ككلٍّ متكاملِ، في هذه المجموعة الفريدة، تبدو لنا كرحلةٍ تستحوذ على الذهن عبر المساحات المتقاطعة (المتداخلة) للأسطورة والحلم والأدب والفلسفة ومعنى الحياة المعاصرة.