إن الأساطير في ما تتضمنه من خوارق من خلق الخيال، تقارب الشعر بسحرها وجمالها. فكما الشعر يرفع الإنسان إلى عوالم يتطلع إليها ولا يستطيع إليها تحقيقا ، هكذا الأسطورة هي تصوير لهذا العالم الذي عجز الإنسان عن تفسيره فعزاه إلى قوة خارقة سماها ((الآلهة)) فجعلها تتصرف بمعزل عن قوانين الطبيعة والتعامل البشري. إضافة إلى ذلك إن الأسطورة عند شعب معين صورة صادقة تعكس عقلية هذا الشعب وتفكيره ومعتقداته. كما أنها مجمع للفضائل والقيم الإنسانية العليا. ففيها الوفاء والحب والإخلاص، وفيها الصداقة والعطاء، وفيها البذل والتضحية... لذلك ندعوكم إلى رحلة طويلة في الأساطير اليونانية، تتعرفون خلالها إلى عوالم قد تتوقون إلى العيش فيها إزاء الواقع المزري الذي يعيشه الإنسان.