موضوع هذا الكتاب هو: الصهيونية والأمة العربية، أي كيف تنظر الصهيونية الى الأمة العربية؟. وكيف ترى نظرياً علاقة وجود دولتها بالوجود العربي، وكيف تتصرف عملياً؟.

واضطررت هنا أن أعود إلى ",أساطير بني إسرائيل",، وأن أحاول تفسير تحول هذه الأساطير الخرافية بطبيعتها إلى وقائع، ومع أنها ",وقائع اسطورية",، تتناقض مع الفكر الفلسفي والعلمي والقانوني للعصر الحديث، لكنها تنسجم انسجاماً كاملاً مع وقائعه...

... إن ",دولة اسرائيل", التي استندت نظرياً إلى العهد القديم، وسياسياً إلى كتابات المنظرين الصهيونيين عامة، وإلى كتاب هرتزل ",الدولة اليهودية", وقرارات المؤتمرات الصهيونية خاصة، تمثل اليوم قوة عسكرية مدججة بالسلاح، ذات برنامج معلن، تفرض سلامها على الوطن العربي والعالم الاسلامي، وإعادة صياغة هذين العالمين، بما يوافق استمرار الوجود الصهيوني وتطوره.

وإذا كنا في الماضي، وحتى قيام هذه الدولة، سنة 1948، نبحث عن الاشارات والدلالات في الكتابات والوثائق، فإننا اليوم نملك ذخيرة أغنى وأكثر وضوحاً، وهي ",أعمال دولة اسرائيل", في الأرض المحتلة وما جاورها، وفي الوطن العربي والعالم الاسلامي، وكل العالم...