هدفنا سهولة الحصول على الكتب لمن لديه هواية القراءة. لذا فنحن نقوم بنشر اماكن تواجد الكتب إذا كانت مكتبات ورقية او الكترونية
ونؤمن بان كل حقوق المؤلفين ودار النشر محفوظة لهم. لذلك فنحن لا نقوم برفع الملفات لكننا ننشر فقط اماكن تواجدها ورقية او الكترونية
إذا اردت ان يتم حذف بيانات كتابك من الموقع او اى بيانات عنه، رجاءا اتصل بنا فورا
إذا اردت ان تقوم بنشر بيانات كتابك او اماكن تواجده رجاءا رفع كتاب
قراءة و تحميل ذاكرة الفواجع المنسية `أساطير وحكايات شعبية من تهامة والسراة` pdf
التقينا، صديقي النبيل سعد بن حمدان الغامدي (الأستاذ الدكتور حاليًا) وأنا، حول الإعجاب بالأمثل الشعبية التي كنا نتلقاها عن أفواه آبائنا عندما يجمعنا دكان أبي في مدينة الطائف، ثم تطور إعجابنا بالأمثال إلى انبهار مع ارتفاع حصيلتنا من الأمثال، ولقد بقي إعجابنا وانبهارنا بالأمثال الشعبية حتى علمنا أن والدي ووالد صديقي سعد يقدمان لنا الأمثال مفصحة.
كان ممن أوتي نصيبًا من العلم، وكانا يعتقدان أن تفصيح تلك الأمثال العامية من شأنه أن يقرب فهمها للآخرين من غير أبناء قريتنا، ولم يكن أمامي وأمام أخي سعد بن حمدان إلا أن نتخلص من كل حصيلتنا من الأمثال، وأن نغير منهجنا في جمعها إلى منهج أكثر تلقائية، لا نطلبهم أمثالًا ولكن نجلس مجالسهم وعندما يخرج المثل عفويًا من فم أي واحد منهم نبادر إلى تدوينه، وهكذا اقتربنا أكثر.
تدوين الأمثال كان سهلًا، أما الحكايات فكنا نستمع إليها بشغف دون أن ندون منها شيئًا، كانت مهيبة وكان لرواتها ذات الهيبة التي تحلل حكاياتهم، وكانوا جميعًا من كبار السن المولعين بترديد الحكاية الواحدة عدة مرات، وربما يتخصص الواحد منهم في حكاية بعينها.
وكانت إدارة تعليم الباحة قد قررت لي محاضرة حول الموروث الشعبي وطرائق تنفيذه في المسرح المدرسي ضمن المحاضرات الأساسية للدورة السنوية التي كانت تقيمها لصقل المشرفين على المسرح المدرسي في مدارس منطقة الباحة.
تلك المحاضرة قد منحتني فرصة أفضل لمراقبة الموروث الشعبي ورصده وتدوينه وتصنيفه، جعلت لي موقعًا أشمل وأدق، فتعرفت خلالها على جوانب أخرى للموروث الشعبي، وعرفت أيضًا وسائل لم أكن أعرفها في حفظ الموروث وتوثيقه.
تكونت عندي تبعًا لذلك مكتبتان، الأولى تضم الكتب التي تبحث في تاريخ الباحة وموروثاتها الشعبية، أو في الموروث الشعبي بصفة عامة ونظرياته ومناهج دراسته ووسائل توثيقه، والثانية تضم أوعية أحفظ فيها كل ما وقع تحت يدي من نصوص الموروث الشعبي في الباحة، من مدونات أو تسجيلات أو تصاوير، وما هذه الحكايات التي أقدمها هنا إلا بعض ما حفظته أوعيتي تلك.