وصف الكتاب
تكررت كثيراً مقولة ", العلم أصبح قرية صغيرة", .. تكررت حتى صارت معتادة، بل مفروغ منها، ولكن فى هذا الكتاب الصغير استطاع المؤلف الأستاذ ",أحمد جوهر أحمد", أن يلتقط بذكاء تلك المقولة، ويبين لنا ما حدث فى ثنياتها، فصحيح أن العالم أصبح قرية صغيرة، ولكن.. ليس كل من فيها متساوون، فالنظام الغربي هو السائد بل النموذج الأمثل الذى ينظر له كهدف يرجى الوصول إليه، كذلك الإعلام الغربي هو المتحكم والمرسل للصورة والمعلومة- الموجهة لهدف معين في هذه القرية مما يوقعنا فى دائرة المتلقى والمستقبل بصورتها السلبية فى عالمنا العربي وبذكاء مرة أخرى لم يقدم المؤلف كتاباً أكاديمياً يشرح لنا ما هو الإعلام ودوره وما إلي ذلك، أو يوجه اللوم على الغرب والداعية الصهونية أو ما شابه ذلك، وإنما رأى في ذلك فرصة يجب إستغلالها أحسن استغلال، وهو فى ذلك يقصد تحديداً ",الإعلام الإلكترونى", وكيفية تطويعه لخدمة الحق والقضايا العربية أو الإسلامية كقضية فلسطين أو تصحيح صور مغلوطة كحرب العراق وأفعانستان، فقام برصد لتجارت حقيقية استخدمت الإعلام الالكترونى فى شن هجوم مضاد ولتوضيح الصور التى تم تشويهها، ولم يكتف بعملية الرصد فقط على دقتها ودروها الهام، إنما قدم أيضا خطوات لزيادة تفعيل دور الإعلام الإلكترونى فى العالم العربي ومقترحات عملية يمكن تنفيذها، إنه كتاب رائع لم يؤلفه صاحبه للمتخصصين فقط وإنما اهتم بأن يكون متاحاً وسهلاً للجميع فاستخدم أسلوباً ولغة بعيدة عن التعقيدات تصل بالقارئ لمقصدها بأقصر الطرق.