خلال السنوات القليلة المنصرمة مر الإنترنت بعدة مراحل تراوحت ما بين الغموض والاحتكارية إلى مرحلة اليوم حيث أصبح انتشاره واسع النطاق ليتحول إلى حديث الناس في كل مكان. وكان من أبرز نتائج القبول بالإنترنت كتقنية معلومات ذات صفة كونية استخداماته من قبل الأفراد والمؤسسات في مجالات لم يكن أحد يتصورها أو يحسب لها حساباً. وفي مجال الأعمال بالذات صار الشغل الشاغل للمنظمات التسابق بخطى حثيثة لاستخدام قوة وإمكانيات وجدارات الإنترنت لإحداث تغييرات جوهرية في أسلوب ممارسة أعمالها. والواقع أن الإنترنت كوسيلة متكاملة عن السلع والخدمات (صفحات الوب) والاتصالات التفاعلية (البريد الإلكتروني) والتعاملات السوقية (التجارية الإلكترونية) أصبح لا غنى عنه في ممارسة نشاطات الأعمال وبخاصة تلك المتعلقة بالتسويق.

والحقيقة التي يؤكدها واقع الممارسات التسويقية الجارية اليوم وتدعمها الدراسات والأبحاث التجريبية والميدانية أن ثورة تكنولوجيا المعلومات (والذي يعتبر الإنترنت واحداً من أبرز إنجازات المبتكرة والخلاقة) تتواصل بوتائر عالية محدثة تحولاً جوهرياً في وظيفة التسويق حتى ليخيل للمرء أن التسويق التقليدي لن يكون له مكان في المستقبل المنظور. فالبصمات التي يتركها الإنترنت على الممارسة والفلسفة التسويقية تفوق من حيث تأثيراتها تلك التي أحدثها اكتشاف الطباعة خلال الثورة الصناعية أو نشوء الراديو والتلفزيون في القرن الماضي.

في هذا الإطار يأتي الكتاب الذي بين يدينا والذي يبحث في جوهره وتوجهاته في كيفية استخدام تقنيات وطاقات الإنترنت الهائلة لتحسين الكفاءة والفعالية التسويقية في عصر الاقتصاد الرقمي الذي يتسم بالديناميكية العالية واللامحدودية في اختراق الأسواق التنافسية وصولاً لهدف إشباع حاجات ورغبات وتطلعات العملاء على اختلاف أنواعها ومسمياتهم. فالإنترنت من خلال تطبيقاته في حقل التسويق قد أحدث ثورة حقيقة في فلسفة ومفاهيم التسويق التقليدي خصوصاً وأن آثاره على التسويق قد تعدت التصور.

وقد جاءت لغة الكتاب مبسطة، لكن متعمقة، تتخللها أمثلة وشواهد ميدانية تضفي طابعاً عملياً وتطبيقياً على منهجية الكتاب. كما جاءت فصول الكتاب متكاملة وموحدة في الاتجاه القائل بأن المعلومات اليوم أصبحت تتبوأ موقعاً رفيعاً باعتبارها تشكل واحداً من أهم عناصر تكوين الثروة.

يبحث هذا الكتاب في كيفية أستخدام تقنية وطاقات الأنترنت الهائلة لتحسين الكفاءة والفاعلية التسويقية في عصر الأقتصاد الرقمي الذي يتسم بالديناميكية العاليو واللامحدودية في أختراق الأسواق التنافسية وصولا لهدف أشباع حاجات ورغبات وتطلعات العملاء على أختلاف أنواعهم ومسمياتهم وقد جاءت لغة هذا بسيطة لكن معمقة تتخللها أمثلة وشواهد ميدانية تطفي طابعا عمليا وتطبيقيا على منهجية الكتاب . حيث تكون هذا الكتاب من ستة فصول أولا مقدمة في التسويق في عصر الأنترنت وثانيها دور تكنلوجيا المعلومات في تحسين أنتاجية التسويق والقوى التكنلوجية الأساسية الدافعة وجاء الفصل الثالث مختصا بالاتصالات التسويقية عبر الأنترنت والأقتصاد الرقمي والتسويق المباشر وأنواعه والأتصالات التسويقية التفاعلية والأعلان عبر الأنترنت والتأثير الحقيقي لأعلان الأنترنت أما الفصل الرابع فمنظور تسويقي جديد للتجارة الألكترونية ومفهومها وفئاتها ومجالاتها والفرص المتاحة للمورد والمنافع التي يجنيعا العميل أما الفصل الخامس فالتسويق الدولي والأنترنت وعلاقات الترابط العالمية والتسوق الألكترني والتسعير عبر الأنترنت والشبكات العالمية والرقابية الأدارية وقضايا النقد الألكتروني الدولي في الأقتصاد الرقمي وأخيرا جاء الفصل السادس باحثا في التسويق عبر العلاقات المستندة للتكنلوجيا وتأثير تكنلوجيا المعلومات على تسويق العلاقة ...