اعتادت الدراسات الفلسفية في العراق أن تقدم كتب ورسائل وأطاريح وأبحاث تدرس موضوعات ذات صلة بتاريخ الفلسفة، أو موضوعات الفلسفة الكبرى من منطق وأخلاق ومعرفة وميتافيزيقيا وطبيعة وغير ذلك.

إلا أن هناك بعض الموضوعات الهامة في هذا الباب لم تراود فكر الباحثين الأكاديميين منها موضوعة المنطق عند مفكرين وفلاسفة عراقيين كانت لهم إسهاماتهم الفاعلة بالدرس المنطقي العراقي المعاصر؛ وبل وحتى العربي والإسلامي.

من هنا، يأتي هذا الكتاب الذي هدف إلى الكشف عن هذه المدرسة العراقية المنطقية المعاصرة، وتوضيح ما قدمه هؤلاء الفلاسفة من نتاج منطقي رصين واجبٌ الكشف عنه وتحليله وربطه بمجمل التفلسف العام سواء أكان في العراق أم في العالمين العربي والإسلامي.

وقد كان منهج الباحث العام في تأسيس موضوعات وفصول هذا الكتاب هو إحصاء النتاج المنطقي المعاصر منذ بداية القرن العشرين وحتى عام (2003)، حيث فحص في هذه الحقبة ما ظهر من إسهامات منطقية عراقية معاصرة سواء أكانت على شكل كتب تحمل عنوان المنطق أو مقالات ونصوص وأبحاث وتحقيقات قام بها مناطقة عراقيون معاصرون.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى كان للباحث وقفة طويلاً مع أبرز النتاجات المنطقية المعاصرة، والمتمثلة بالتأسيس للمنطق العراقي المعاصر بشخصيات عمد إلى إنتخابها لفاعليتها وإسهاماتها الكبيرة في الدراسات المنطقية والفلسفية.

وهذه الشخصيات هي علي محمد رضا المظفر (ت 1964) وياسين خليل (ت 1986)، ومحمد باقر الصدر (ت 1980)، ذلك أن هذه الشخصيات المنتجة، ليس هناك من جدل حولها بين الباحثين في الدراسات الفلسفية العراقية المعاصرة فضلاً عن المنطق، لما لهذه الشخصيات من إسهامات منطقية وتأسيسات للمنطق وعلاقته بالعلوم المعاصرة، إلى جانب موضوعات الفلسفة الأخرى حتى يمكن القول: أن كل واحد منهم هو مدرسة منطقية.

هذا وقد كانت الفكرة الرئيسية التي أراد الباحث إبرازها، هي بيان الإبداع المنطقي، لكل مفكر من هؤلاء المفكرين الثلاثة، الأمر الذي دعا إلى إستعراض أغلب آرائهم متسلسلة واحدة بعد الأخرى، تم تحليلها وصولاً إلى الفكرة أو الأفكار الرئيسية التي أرادوا أن يبنوها في بحوثهم المنطقية.