يعد الشعر المسرحي واحداً من الأنماط الشعرية حديثة العهد في الوطن العربي، إذ نشأ في الأدب الحديث ‏نتيجة التثاقف والإمتزاج الحضاري والتأثر بالآداب الأوروبية وإن كانت له جذور في الحضارة العربية ‏تقترب منه شيئاً ما مثل خيال الظل، ومما لا شك فيه أن معد الجبوري واحد من أعمدة الشعر المسرحي ‏العراقي، بل العربي المعاصر، إذ مثلت مسرحياته الشعرية مرات عدة وترجمت إلى لغات مختلفة وأدخلت ‏في المناهج الدراسية، ولذلك سعينا لدراسة مسرحياته الشعرية إستكمالاً لدراسات سابقة لنا ولغيرنا عن شعره ‏غير المسرحي.‏ ‎
‎ ولما كانت مقاربتنا تتناول (تجليات الأسطوري والتاريخي للشخصية في شعر معد الجبوري المسرحي).‏ ‎

‎ فقد تناولت بالدراسة مسرحياته الشعرية الأربعة (آداباً، شموكين، الشرارة، السيف والطبل) متتبعة شخصيات ‏تلك المسرحيات وما تمتلكه من مرجعيات أسطورية وتاريخية إذا استثمر الجبوري الحضور الأسطوري ‏والتاريخي لشخصيات شعره المسرحي وقيمته الإجتماعية والفكرية والحضارية التي تصل إلى حد القداسة ‏أحياناً محاولاً معالجة تلك الموضوعات بإطار معاصر يحاول الإفادة من المرجعيات دون أن يتقيد بها تماماً ‏ويخضع لإطارها الموروث.‏