قد يكون الغوص في أعماق التاريخ عملية غاية في الصعوبة، ولا سيما إذا اكان الهدف هو البحث في المسارب والشعاب عن بذور الحضارة والمحطات الأساسية التي عملت على دفعها وارتقائها.

وقد تصدى هذا الكتاب لهذه المهمة الشاقة بعد أن تسلح بمنهج علمي يقيه الوقوع في فخاخ الأسطورة والغيبيات والخزعبلات التي يمكن أن تغلف الكثير من الوقائع التاريخية الموغلة في القدم.

هذا الكتاب موسوعة بالأشخاص الذين قدموا إسهامات جلّى في الحضارة والثقافة والإنسانية عبر التاريخ، مع تبيان مآثرهم التي تعود إلى فترات زمنية مختلفة، والتركيز على الأفكار الأساسية الفاعلة التي أثرت في حركة التطور والتاريخ، معتمداً على الدراسات والمقارنات من واقع علمي ميداني استغرق جهوداً مضنية، ليؤكد أن الحضارة هي ثمرة التمازج الحضاري المتعدد الأشكال، العالمي النظرة، الإنساني الشمول.

هذا الكتاب وليمة فكرية دسمة تتخم العقل وترضي فضوله ويبهر العين بالإضاءات الواعية التي رصدت مسارات التطور والارتقاء.