وصف الكتاب
من تكون شجرة الدر، من أين أتي بها، وكيف صارت هذه الجارية الأمة المملوكة ملكة للمسلمين؟ كيف صارت هذه المحظية، زوجة للملك الصالح نجم الدين أيوب، ووالدة لابنه خليل؟ كيف صارت هذه ملكة مصر بعد وفاة زوجها، واغتيال توران شاه؟ وكيف تزوجت من بعد ذلك بعز الدين أيبك، المؤسس الفعلي لدولة المماليك البحرية، أو الشريك الفعلي لمؤسسة الدولة المملوكية البحرية، شجرة الدر، ملكة المسلمين وعصمة الدنيا والدين؟ ثم كيف نزلت هذه الملكة التي لم تحكم سوى ثلاثة أشهر إلا أياماً عن السلطنة، مسلمة مقاليد الحكم لعز الدين أيبك، محتفظة بالسيطرة عليه، ثم متآمرة على اغتياله، ليقبض عليها والده علين ثم ليسلمها هذا لأمة التي أمرت جواريها بضرب الملكة المخلوعة حتى الموت بالقباقيب؟ من هي الملكة التي اعتبرها بعض آخر ملكة في سلالة الملوك الأيوبيين، والتي اعتبرها بعضهم الآخر أول ملوك وسلاطين المماليك؟ من هي هذه التي دبرت وبمؤامرة من سلافة، التي أحبت بيبرس حتى العبادة، قيمة القصر لدى الملك الصالح، وجاريته الكردية، دبرت خطبة شويكار تلك المغنية الفاتنة على ركز الدين بيبرس، القائد المظفر الذي أوقع الهزيمة بالفرنجة؟ من هي هذه الملكة التي كانت همزة الوصل بين الدولة الأيوبية وبين الدولة المملوكية البحرية، والتي حار فيها المؤرخون، أهي ملكة أيوبية أن ملكة مملوكية؟ أم هي بين بين؟ من هي هذه التي كان لها الفضل في تحقيق النصر على الصليبيين، وفي تثبيت عزيمة المقاتلين المسلمين، لما أخفت موت الملك الصالح، واستدعت ابنه توران شاه في بلاد الشام، إلى مصر، ليحثث النصر المبين، ويوقع الهزيمة النكراء بالصليبيين؟ من هي هذه الملكة القصيرة أمد الحكم، وما الدسائس والمؤامرات والمكايد التي حفل بها بلاطها، ولا سيما المكيدة التي قامت بها سلافة الجارية الكردية الأصل محظية الملك الصالح، تلك التي كانت وراء تعيين عز الدين أيبك أتابكاً للملك الأشرف، من بعد خلع شجرة الدر، والتي كانت من ثم وراء تنصيبه سلطاناً على مصر، والتي أوغرت صدره على الملك الأشرف فأودع هذا السجن حتى الموت، أو ما يشبه الموت، والتي كانت وراء السعي للتخلص من عز الدين أيبك، ليخلو لها وجه ركن الدين بيبرس، فيكون هو سلطان مصر، والتي كانت وراء الإيحاء لشجرة الدر بأن عز الدين أيبك عازم على الزواج من ابنه بدر الدين لؤلؤ، صاحب الموصل، ما أوغر صدر الملكة، فأقدمت على تدبير مؤامرة قتل عز الدين خنقاً في الحمام. كل هذا، وسواه تجده مفصلاً أيها القارئ، في هذا الكتاب الذي بين يديك والمتبع في إعداده المنهج التاريخي والموسوم باسم ",شجرة الدر ملكة المسلمين، وعصمة الدنيا والدين",، والمقسم من بعد هذه المقدمة التي يليها تمهيد صغير إلى ثلاثة فصول هي التالية: الفصل الأول: دولة الأيوبيين، الفصل الثاني: شجرة الدر ملكة المسلمين، القسم الثالث: دولة المماليك البحرية. والمتبع في إعداده المنهج التاريخي التكاملي الموضوعي، المستند إلى الرواية المنتزعة من مظانها المختلفة، ومصادرها الأساسية.