هدفنا سهولة الحصول على الكتب لمن لديه هواية القراءة. لذا فنحن نقوم بنشر اماكن تواجد الكتب إذا كانت مكتبات ورقية او الكترونية
ونؤمن بان كل حقوق المؤلفين ودار النشر محفوظة لهم. لذلك فنحن لا نقوم برفع الملفات لكننا ننشر فقط اماكن تواجدها ورقية او الكترونية
إذا اردت ان يتم حذف بيانات كتابك من الموقع او اى بيانات عنه، رجاءا اتصل بنا فورا
إذا اردت ان تقوم بنشر بيانات كتابك او اماكن تواجده رجاءا رفع كتاب
قراءة و تحميل pdf فى كتاب : العلاقات العمانية - العراقية عبر التاريخ ؛ من سومر وأكد حتى الحرب العالمية الأولى
كانت لكل من العراق وعمان القديمين حضارات عريقة، وكانت ثمة علاقات تبادل وتفاعل بين تلك الحضارات. وكان العراق القديم في موقع السيطرة بحكم ما قطع من أشواط حضارية، وما اكتسب من قوى عسكرية وسياسية، وما كانت حاجاته التجارية ومطامح العظمة لدى العديد من حكامه القدماء، تدفع به إلى التوسع لما وراء الحدود. وإذا كان تاريخ العراق القديم معروفاً على أوسع نطاق، عربياً ودولياً، فإن حضارات عمان القديمة غير معروفة بمثل هذا النطاق، ولا سيما لدى أكثرية القراء العراقيين كما هو واضح عند عقد مقارنة بين التاريخين، هناك تشابه في ظاهرة التسامح الديني.
وبقدر ما يتعلق الأمر بعمان، فإن الأسباب تعود إلى الموقع البحري لعمان الذي يسمح بأوسع الاتصالات بالخارج من خلال التجارة والملاحة البحريتين. كما هناك دور المذهب الإباضي، المعروف بتسامحه تجاه الأديان والمذاهب والأقوام الأخرى، والقائم على مبدأ اختيار الحاكم ووجوب توفر العدل والمقدرة لديه... أما العراق، المحروم من المنافذ البحرية إلا واحداً، فإن موقعه الجغرافي، وخصوبة أرضه جعلاه هدفاً للغزوات والهجرات المستمرة منذ قديم الزمان، فتعددت أقوامه، وتنوعت ثقافات سكانه وأديانهم ولغاتهم، وتمازجت وتفاعلت في تعددية سكانية وحضارية عريقة.
ويرى الباحث في أن ما رافق تاريخ العراق من عنف خاص، يعود إلى عنف الغزاة والمحتلين، وإلى الصراعات الدموية على السلطة. وبعبارة فإنه يعود في أسبابه الأهم والأكبر إلى السياسة وليس إلى طبيعة عراقية فُطِر العراقي عليها كما يذهب إليه البعض. وتعدّ السياسة من أهم الأسباب لا كلها، فهناك بقايا التقاليد البدوية، والتخلف العام، والأمية الخ.
إن ما مرّ ذكره يوضح بعض خلفيات فكرة هذا الكتاب، وهو يتناول الأحداث منذ أقدم الأزمان وإلى بداية الحرب العالمية الأولى، أي من سومر وأكد حتى أواخر القرن الثامن عشر. وعلى هذا فإن الكتاب وصل بتاريخ البلدين (العراق وعمان) إلى أواخر القرن الثامن عشر بالنسبة لعمان، وإلى أواسطه بالنسبة للعراق، بعد مسيرة آلاف من السنين المملوءة بالأحداث الجسام. وكل من عمان والعراق سيدخلان عصراً شهد استمرار التزاحم الغربي على المنطقة، وعمان بين عهد قوة وازدهار ومنفعة إلى اضطرابات وتمزيق للدولة، وسريان عهدٍ من الخمول والتخلف ليبرز حاكماً قوياً هو سلطان ابن الإمام أحمد بن سعيد. أما العراق فيشهد بداية عهد المماليك، الذي حاول آخر حكامه الاستقلال عن السيطرة العثمانية، فانهزم.