إن دراسة المظاهر الثقافية والاجتماعية لحياة الإنسان الجنسية في خلال العصور التاريخية، والتي يتناولها هذا الكتاب، لا يقصد منها إبراز الحياة الجنسية للبشر كأمر يحط من قدرهم أو كشأن حيواني، مما يعني أن الغريزة الجنسية هي أكثر غرائز البشر حيوانية، وإنما المقصود بدراسة هذه المظاهر هو أن جماعة الحيوان قد اتخذت أشكال وعادات حياتها الجنسية في مرحلة تطور متقدم نسبياً، ثم أضافت إليها جماعة البشر القليل من العادات والأمور. من خلال هذه الدراسة، يسلط هذا الكتاب الضوء على حياة الإنسان الجنسية في أول مراحل تطوره في محاولة للتكهن بالكيفية التي عاش بها الرجال والنساء في عصور ما قبل التاريخ، وهل كانوا يعيشون أزواجاً؟ أم في اختلاط جنسي لا يقيده نظام ولا يخضعه قانون؟ وهل كان الرجال يرفعون من قدر المرأة أم كانوا يحطون منه كما في بعض القبائل البدائية؟ وهل كان ثمة مجتمع إنساني شبيه بمجتمعاتنا؟