وصف الكتاب
يشكل هذا الكتاب قراءة في حياة وشعر ",محمود سامي البارودي", إمام شعراء عصره وبلاده، فهو الشاعر الذي بعث اللغة الفصحى في شعره المحكم، وعبأ الشعور القومي بأنبل ما يراه وطنيّ لوطنه فهو رائد الشعر الحديث وباعث مجد العروبة، وحق له أن يقول:
أحييت أنفاس القريض بمنطقي / وصرعت فرسان العجاج بلهذمي ... ، شعر جمعت به ضروب محاسن / لم تجتمع قبلي لحر مُلهم.
يبدأ الكتاب بعرض موجز لحياة وعصر محمود سامي البارودي وأهم المدارس الفكرية والنقدية في مصر، بالإضافة إلى موضوعات حازت اهتمام العلماء وطلاب المدارس مثل علوم الفقه والحديث النبوي الشريف وعلم الكلام والنحو والصرف والتصوف والفلسفة (الحكمة) وغيرها مع نبذات موجزة لشعراء عصره مثل حسن البدري الحجازي وعبد الله البغدادي والشيخ محمد رضوان السيوطي وآخرون من شعراء الأمراء والسلاطين مع ذكر لملامح من أوجه الحياة الأدبية ومناحي الشعر والشعراء والسيوف وضجيج المعارك التي كانت أمراً يومياً مألوفاً في حياة الشعب المصري في ذاك القرن، بعد ذلك ينعطف الكتاب لرصد حركة التحرر القومي وإحياء التراث والإتصال بأوروبا والتي كانت بمثابة حركة تجديد لشخصية الأدب فبدأت الترجمة والمدارس الأجنبية في البلاد، بالإضافة إلى ظهور مذهب المحافظين على القديم ومذهب المجددين، وما رافق ذلك من تطور الفلسفات وعلم الجمال والآداب التي ساهمت في توسيع دائرة الشعر واتساع حركات التجديد.
أما عن المنزلة الشعرية ل محمود سامي البارودي، فقد كان ظهوره ",إيذاناً بتحرر الشعر العربي من اثقال اقيود البديعية وغير البديعية التي رزح تحتها أجيالاً طويلة كما كان إيذاناً بتحرره من الأغراض المبتذلة ... وكأنما ألهم البارودي النهج الصحيح لبعث الشعر العربي وتجديده ... وكأنما أراد لشعره أن تندلع فيه الروح العربية بجميع خصائصها ... وعلى هذا النحو أصبح شعر البارودي مهوى أفئدة العرب من الخليج إلى المحيط ...",. ويختتم الكتاب بنماذج من شعر البارودي.