يدرس علم الضريبة القضايا القانونية، الإقتصادية، الإجتماعية والسياسية المتعلقة بالضريبة. وهو يضم النظرية العامة للضريبة التي تهتم بتحديد الوقائع الضريبية، مفهومها، وتحليل العناصر المكونة لها. كما تهتم بتصنيف مختلف أنواع الضرائب واختبار وتحديد خصائصها قصد الوصول إلى مفهوم النظام الضريبي.

ليست الظاهرة الضريبية منعزلة، ولهذا لا يمكن إدراك معناها ودلالتها إلا بوضعها في محيطها وسياقها الزماني والمكاني. وباعتبار محيط الضريبة متشابكا ومعقدا جاءت النظرية العامة للضريبة بأبعاد متعددة. فهي من جهة نظرية إقتصادية، ومن جهة أخرى نظرية سوسيو سيكولوجية وسياسية.

كما للضريبة جوانب قانونية، وهو ما يجعل علم الضريبة يهتم بالنظام القانوني لمختلف الضرائب، شروط فرضها وتطبيقها والهيئات المؤهلة في المجال الضريبي واختصاصات كل منها؛ وكذا الضمانات الممنوحة للموالين، وطبيعة العلاقة بين الإدارة الضريبية والممولين وآليات وكيفيات فض المنازعات بينهما.

وتعتبر الضريبة لصيقة بحياة الإنسان العادي سواء أدرك مضامينها أم لا؛ ولهذا تنال عناية خاصة من الحكومات سواء في استخدامها أو رصد آثارها.

يسعى هذا الكتاب إلى تناول أهم القضايا الضريبية المعاصرة وجذورها النظرية وامتداداتها العملية الناجمة عن التطورات الإقتصادية والإجتماعية العالمية؛ وهو بهذه الصفة يضع بين أيدي الطلبة والباحثين تحليلات ومقاربات مختلفة للفن الضريبي وتقاطعاته مع النظرية والتحليل الإقتصادي بعرض الوقائع والأحداث من جهة والمفاهيم وتطوراتها من جهة أخرى. وهو نتاج تجربة وممارسة واسعة في مجال الإهتمام بالقضايا الضريبية بحثا وتدريسا. وهو يقدم للباحثين والمهتمين وأصحاب القرار سندا نظريا وعمليا في تحليلهم للمشكلات النظرية ودعما في اتخا القرارات ذات العلاقة بالمجال الضريبي. أقرأ أقل