يتوجه هذا الكتاب إلى المهتمين بمسألتي التنظير النقدي والإجراء التحليلي أو
الممارسة التطبيقية التي جسدتها مناهج النقد الحديث ونظرياته: من باحثين وطلبة
علم؛ إما شك الدراسات العليا أو المراحل الأولى. وهو كتابٌ يجمع بين الإفادة من
المناهج النقدية الحديثة ، التى أفادت بدورها من العلوم الإنسانية ، ثم أعادت توزيعها
بين المنهجية العلمية الصارمة والدراسة الفنية التى تعتمد الذوق المهدّب بالعلم. وهي
محاولة تنحو نحو التخلص من آفة الاختزال والقسر الذي يمارسه بعض نقاد
الصحفء. وي الوقت نفسه لا نودٌ الاستفاضة فى الخلفيات التاريخية والفكرية
والابستمولوجية التى أنتجتهاء على الرغم من أنها لن تهملها تماماً. وعليه فستسعى
هذه الدراسة للقراءة البانورامية لإضاءة تلك المرتكزات أو الخلفيات المعرفية:
بأسلوب يجمع بين صرامة الأكاديمية وانفتاح الذوق الناقد المدرّب على المفاهيم
الحديثة ، ومحاولة تقريبها للمثقف دون تضخيمها أو تسطيحها.

ويتوخى هذا الكتاب الجمع بين المنهجية العلمية فى طروحاته وبين الفنية فى روحه
دون سعي للاطالة أو الاختزال: وبما يتناسب ورسم بعض المسارات ، وترسيخ بعض
المفاهيم التى تهم القارىء الراغب شك معرفة هذه المناهج. إننا ممن يعتقد بأآن العلوم
الإنسانية قد قدّمت لنا أدوات منهجية مهمة وحديثة لسبر أعماق الأدب والكشف عن
مداخله وآلياته. ولعل هذه المناهج التي ندرسها تقدم صورة لتطور النقد ومناهجه تبعاً
لتطور العلوم الإنسانية ، وهي تشكل بمجملها تطوراً للذوق الجمالي والمعرفة النقدية.
ومثلما نعتقد بأن الناقد لا يحمل صولجان الحكم العتيد.ء كذلك لا نتفق مع
مونتسكيو بأن النقاد جنرالات فاشلون عجزوا عن الاستيلاء على بلد ما لوثوا مياهه.
إن عمل الناقد ما هو إلا حوار مفتوح مع النّصء ، وإسهام شك تسويغ جمالياته وفك شيفرته ورموزه.
كتاب ممتع ومفيد. أقرأ أقل