وصف الكتاب
سيكتشف القارئ في هذه الدراسة أن الجغرافيا السياسية، بمعزل عن أشكالها الصريحة أو المُضمَرة، هي التي تحدد السياسات الخارجية، ومنظومات التحالف التي تقيمها الدول بينها؛ بعد أن تأسست المفاهيم التأسيسية للجغرافيا السياسية في إنجلترا على يد سير هالفورد ماكيندر انطلقت في أرجاء العالم حيث أعيد تكييفها وفقاً لظروف هذا البلد أو ذلك، وهو تكييف لم يخل من الإنتقادات التي وجهت إليها، والمراجعات التي أجراها عليها قادة البلدان التي وصلت إليها، وقيادات أركانها، وعسكريوها، وإداريوها، ومستشاروها، وباحثوها الجامعيون.
فهل يمكن فهم الإستراتيجية الكونية التي تتبعها الولايات المتحدة الأميركية، على سبيل المثال، من دون الرجوع إلى تأثير كل من ماهان، وبريجينسكي، أو ",الماهانية الكونية الجديدة", التي برزت في الآونة الأخيرة؟.
هذا العمل المجدد يحدثنا بشكل رائع، عن المدرسة الجديدة في العلاقات الدولية التي احتضنتها جامعة مونتيسكيو في مدينة بوردو الفرنسية، التي تتميز بتعددية معارفها وتنوعها، كما يوضح لنا، بطريقة غير مباشرة، حدود العلم السياسي الفرنسي الذي شلّت حركته ",أحداث الحادي عشر من أيلول", 2001، وهل يمكننا فهم تعقيدات العالم من خلال إستخدام مفاهيم تخفي واقع القوة، عبر ترداد مزامير تصالحية لها إيحاءاتها الإيديولوجية، وتتجاهل الجغرافيا السياسية؟ وهل يمكن الإعتقاد بأن العلاقات الدولية تنشأ عن مقولات قانونية، وفلسفية، أو ميكرو - إجتماعية فقط؟... أقرأ أقل