وجد العالم الإسلامي نفسه في وضع هامشي ومفعولا به وفيه على مسرح الحياة الدولية ووجد هذا العالم نفسه منطقة ترويج سلع ومنتجات ونظم وأفكار وثقافات وتقنيات بمعنى أن العالم الإسلامي أصبح بمثابة سوقا استهلاكية لا حقلا منتجا. ولكن كيف تمت عملية التغيير هذه في الشخصية الإسلامية وفي عالمنا الإسلامي بأسره ، يبدو أنها قصة طويلة ليس هنا موضوع عرضها وإنما أفردنا لها كتابا آخر ونحيل القارئ إليه. وفي هذا الكتاب الذي نحن بصدده الآن نحاول تقديم صورة جديدة تتفق مع الوضع الراهن للعلاقات السياسية الدولية ، نحاول تقديم شكل ملائم للنسق الإسلامي السياسي العالمي بحيث يساعد هذا النسق في إخراج هذا العالم الإسلامي من كبوته وليكون عنصرا في بناء حضارته من جديد وصناعة تاريخ حديث له وليعيد بناء الشخصية الإسلامية من جديد وإعادة خصوبتها التى فقدتها بالأمس القريب. وهذا الكتاب يبحث في الأطر المرجعية والفلسفية والفنية في مجالنا هذا ، ولا يؤرخ للتاريخ أو يأصل أو ينظم إلا بالقدر الذي يخدم الجوانب الأولى فقط لأن عالمنا الإسلامي لا يحتاج إلى التاريخ بقدر ما هو بحاجة إلى فلسفة التاريو وتوظيفة لا يحتاج العالم الإسلامي اليوم إلى تأصيل التاريخ بقدر ما هو بحاجة ماسة إلى فن صناعة التاريخ وصياغته من جديد وهذه أمور تعد فلسفية ومرجعية وفنية في المقام الأول. أقرأ أقل