وصف الكتاب
",جمهورية الخيال أميركا في ثلاثة كتب", عمل نقدي للكاتبة الإيرانية الأصل ",آذر نفيسي", وقد راودت الكاتبة فكرة تأليفه أول مرة عندما كانت تنهي الفصل الأخير من (أن تقرأ لويتا في طهران) تقول آذر ",آنئذ كنتُ أفكر أن أسميه (أن تصبح أميركياً)، لم أشأ أن يؤمن قرائي وقارئاتي أن الكتب التي نطالعها هي ذات مغزى ببساطة لأنها كانت محظورة... لقد اردتُ أن يعرف قرائي إلى أي مدى تعدُّ الكتب أشياءً حيويةً في أميركا...",.
من هنا، اختارت الكاتبة في هذا العمل التركيز على ثلاثة روايات تستكشف عبرها واقع أميركا في ماضيها، ومستقبلها، كما تراه هي من خلال الادب الأميركي، لكنه في الواقع قد يكون أكثر من ذلك، فالكاتبة تسلط الضوء على ثلاثة كتب: ",مغامرات هكلبري فن", و",بابيت", و",القلب صياد بلا رفيق", في محاولة لكشف ما يعني أن يكون المرء أميركياً، ومعنى ان يتجاوز هذه الهوية القومية ليصبح مواطناً لما تسميه الكاتبة ",جمهورية الخيال الأوسع التي لا حدود لها",.
وفي هذا العمل، تعطي الكاتبة الأولوية في تحليلها لرواية (هكلبري فن) لمارك توين وهي رواية قامت الكاتبة بتدريسها لعقود في جامعات أميركا، تظهر فيها علاقتها التي دامت عقوداً مع ابنة عمها (فرح) الناشطة السياسية التي شاركت نفيسي شغفها بالرواية (الرواية والشخصية)، وتدريجياً يظهر أن مقارنات الكاتبة (نفيسي) بين شخصية (هاكلبيري) المتمردة وبين مقاومة (فرح) للسلطات، التي دفعت ثمنه غالياً.
أما اختيارها لرواية (بابيت) لسنكلير لويس مقفيه تركيز على الشخصية الأميركية تأخذ من خلالها الكاتبة موقفاً من السياسة التعليمية الأميركية إلى حد المواعظ والنقد والتقويم، وأما عدم الإنسجام والتكيف فيبدو في رواية كارسون ماكوليرس ",القلب صياد بلا رفيق", ذلك أن هذه الرواية توفر للكاتبة مادة أفضل للتحليل، في أثناء إستكشافها لمدى العزلة والسعي لربط الشخصيات الأدبية الاميركية العديدة بالأفراد الأميركيين أنفسهم.
",جمهورية الخيال", كتاب تقدمه آذر نفيسي لقراء آخرين أولئك القراء الذين تود أن تسميهم: الغرباء الحميمين، أولئك الأشخاص الذين يؤسسون مجتمعاً غير مرئي، تآمرياً تقريباً، مقيداً بالكتب التي يقرؤها، هذا الكتاب مخصص لهم، كلي أمل أنهم سيجدون وطناً في ثنا صفحاته",.