قصص الخيال العلمي تحتاج إلى مخيلة مكتنزة بالثقافة الشاملة، والإطلاع المعرفي الواسع، والقدرة الفائقة في صياغة الموضوع المتخيل، وتقديمه على نحو مدهش منير وثاب، فضلًا عن دراية خبيرة في التقنية المناسبة لبناء الحبكة موصلها بوتقة الأحداث المتوالية التي ترتبط فيما بينها بأزمنتها المعينة لكي تؤصل النتيجة التي يبشر بها النص، سواء أكانت تلك النتيجة تبشر بانتصار الخبر، أم كانت تعلن عن اندحاره..

وهذه القصص التي كتبها ",قصي عسكر", قد تمثلت فيها جميع تلك الضوابط والمواصفات التي ألمعتها إليها، لا سيما قصصه الطويلة التي ركزت على تقنية المفاجأة النفسية، أو ما اصطلح عليه بـ",المونولوج الدرامي", الذي كشف لنا عن وعي شخصيات تلك القصص ولاوعيها وهي تحاور ذواتها باستغراق.

د. عبد الرضا علي