إن أكثرية علماء السياسة، وكذلك طلبة العلاقات الدولية، يدركون تمام الإدراك أن مجال دراستهم يتكون من مواضيع واسعة ومعقدة غاية في التعقيد، ويعون كل الوعي أنه على الرغم من كثرة الحلول للأمراض أو المشاكل العالمية التي يقدمها الباحثون، إلا أنه من الصعوبة بمكان إيجاد حل للصراعات والحروب الدولية، مثلما مثل تلك الأمراض التي لم يكن في استطاعة الأطباء إيجاد علاج لها مثل السرطان والسيدا، إن فهم العمليات البيولوجية لنسق الكائن الحي البشري أو العمليات السياسية للنسق الدولي - لمراقبتها من أجل أهداف عقلية أو بيولوجية أو خلقية - تتحد فهم عميق يمكن لنظرية للفعل (أو النشاط) الهادف أن تظهر إلى الوجود، وبإلقاء نظرة على النظريات التي ظهرت وتطورت في مجال العلاقات الدولية - أي قارئ سواء كان طالباً أو صانع سياسة، أو صحفي، أو ملاحظ عرض للأحداث أو الشؤون الخارجية - يمكن له أن يحسن فهمه للعلاقات الدولية كحقل نظامي للدراسة، وكذلك للنظريات البارزة الأهمية التي ظهرت في هذا المجال من النشاط الإنساني، وهو ما نأمل الوصول إليه بمساعدة هذا الكتاب. أقرأ أقل