تظهر أهمية هذا الكتاب في موضوع الحكم العالمي من الناحية النظرية أنه يمثل بديلا نظريا يمكن أن يصف ويستوعب ظاهرة تجزئة سلطة الدولة وانتشارها، فبدلا من الاتجاهات النظرية التي ركزت على تناقص سيادة الدولة وتراجع سلطتها والتنبؤ بإمكانية تحللها وانتهاء عصرها ككيان سياسي واجتماعي، والاتجاهات القائلة بإنتقال سلطة الدولة وسيادتها إلى مركز عالمي هرمي واحد (حكومة عالمية). لقد أوجد منظرو الحكم العالمي نظريتهم الوسطى بين الفوضى تلاشي الدولة وبين مركزية الحكومة العالمية مما يعني توفير رؤية واقعية وعملية لتطور النظام الدولي وانتقاله من مستوى التنظيم القائم على مركزية الدولة القومية إلى النظام العالمي الذي يتسم بتعدد الجهات والأطراف المساهمة في إدارة وتنظيم الشئون العالمية، ومن جهة أخرى فإن الأهمية النظرية لدراسة الحكم العالمي ترتبط أيضا بمراجعة التنظيرات التقليدية التي لم تستطع التقاط واستيعاب التغييرات المعاصرة في إدخالها لأطراف وجهات فاعلة في صنع السياسة وممارسة وظائف الحكم في السياسة العالمية ومن ثم تقديم فهمًا وتحليلاً ينسجم مع واقع التغيير العالمية التي لم تستطع التنظيرات التقليدية من تفسيرها. أقرأ أقل