وصف الكتاب
إذا كانت العلاقات الدولية لم تتبلور كعلم في مجال المعرفة الإنسانية إلا في الربع الأول من القرن العشرين، فإن العلاقات السياسية نشأت منذ أن وجدت التكتلات البشرية، وقامت بين القبائل روابط جوار أو حصلت فيما بينها الغزوات، وذلك منذ نشأة الجماعة البشرية التي اضطرت من أجل الحفاظ على بقائها وتأمين حاجاتها إلى التعامل مع غيرها من التكتلات. بعد التطور التاريخي للمجتمع الإنساني الذي تحول، في ما بعد، إلى مجتمعات سياسية، تحولت بدورها إلى وحدات متميزة شكلت النواة الأولى للدولة راحت تشعر هذه النواة بضرورة إنشاء علاقات سليمة فيما بينها وهي ما يعبر عنه بالعلاقات الدولية.
وفي هذا الكتاب مقاربة يتابع المؤلف من خلالها التطور الذي شهدته العلاقات الدولية أبان التطور التاريخي لنشأة الدول وذلك من خلال دراسة العلاقات الدولية بين النظريات والمبادئ. تطلبت هذه الدراسة من الباحث التطرق لأهم المدارس في العلاقات الدولية، ومتابعة لأهم المبادئ التي سارت في ظلها هذه العلاقات، انطلاقاً من مبدأ ",توازن القوى",، مروراً بمبدأ ",الأمن الجماعي",، وتابعها من خلال مبدأ ",التعايش السلمي", حتى الوصول إلى الانفراج الدولي والوفاق لينتهي أخيراً مع العولمة.
يتابع هذا الكتاب تطور العلاقات الدولية، ويتطرق إلى أهم المدارس والمبادئ التي سارت في ظلها هذه العلاقات، إنطلاقاً من مبدأ ",توزان القوى الدولية", مروراً بمبدأ ",الأمن الجماعي", وصولاً إلى مبدأ التعايش السلمي، والانفراج الدولي والوفاق، وينتهي أخيراً مع العولمة.
إن أي مبدأ من هذه المبادئ لا يتطابق مع مرحلة زمنية محددة يبدأ بابتدائها وينتهي بانتهائها، ليفسح المجال أمام مبدأ جديد، إنما قد تكون هذه المبادئ جميعها متداخلة في مرحلة ومنسية في مرحلة أخرى من مراحل تطور العلاقات الدولية، ولكنها كانت في أغلبيتها تهدف إلى إحلال السلام على الصعيد الدولي.
وللكتاب وجهة نظر مغايرة لما هو سائد حالياً ومتعارف عليه بأن الحرب الباردة قد سقطت مع سقوط القطبية الثنائية، وبمجرد الإعلان عن نهايتها، إنما الواقع غير ذلك، إن هذه الحرب التي سميت بالحرب الباردة ما زالت قائمة ومستمرة مع قيام واستمرار الأسباب التي أدت إلى قيامها، وهي امتلاك بعض الدول أسلحة الدمار الشامل، فإن هناك علاقة ترابط بين هذا السلاح وهذه الرب لا تنتفي الأولى من الوجود إلا بانتفاء الثانية، وإن كانت الآن في حالة ركود فهي لن تلبث أن تستيقظ وتعود من جديد بعد أن يكون قد تأسس النظام العالمي الجديد ورسخ أقدامه. أقرأ أقل