وصف الكتاب
", ليلى والذئب ، رجل شرقي ووثيقة زواج ",
", زيارة جدتي ", هذا ما فكرت فيه ليلى وهي تستعد للخروج مع سلة الخبز في الطريق للجدّة . راحت ليلى ترنم لحناً عذباً ، وفي الغابة ، بين تلك الأشجار اختبأ ذئب يراقبها : ", جميلٌ وعذبٌ ما تغنين ", . ظهر ذلك الذئب أمام ليلى قائلاً تلك الكلمات ومبتسماً لها ابتسامة تصاحبها أنيابٌ طويلةٌ حادة ومرعبة ! توقفت ليلى عن الغناء ، فلم يعد لديها صوت لتكمل تلك الترنيمة ، فظهور ذلك الذئب أصابها بالسكتة القلبية . كان الذئب يقف على رجلين فقط ! وقف يراقب ليلى بهدوء ، بعد أن وجدت ليلى صوتها ، استجمعت قواها وقالت : ", ماذا تريد ؟ ! ", . تقدم الذئب خطوة للأمام ، فصاحت ليلى به ، ", توقف ", . توقف الذئب فجأة : ", أنا لن أوذيك .. لماذا أنت خائفة مني ! ", . أجابته باستغراب : ",لماذا ؟ ! لأنك ذئب ، فكيف لي أن لا أخاف من ذلك الوجه وتلك الأنياب ! ", . كانت ترتجف خوفاً . أضافت : ", هل ستلتهمني بالكامل ؟ ", ضحك الذئب طويلاً : ", لا .. سأترك جزءاً منك لأغيظ به جدتك العجوز ", . صاحت ليلى بذعر : وكيف تعرف جدتي .. !! ", تحرك الذئب خطوة للخلف ضاحكاً : ", إنني أمزح معك فقط ، أنا لا أعرفها . سمعت صدفة بقدومك لزيارة الجدة العجوز .. هذا كل شيء ", . أخذت ليلى نفساً عميقاً وقالت : ", إذاً ماذا تريد ؟ ", . إبتسم الذئب لتظهر تلك الأنياب الطويلة : ", أريد أن أكون صديقاً لك لتزورينني كما تزورين جدتك ", . استغربت ليلى من طلب الذئب الغريب : ", صديق ! صديق ذئب ؟ ! كيف يُعقل أن أتخذك صديقاً لي ؟ فأنت ذئب ! وكيف لي أن أثق بك ؟ ", أجابها بهدوء : ", وهل تثقين بجميع البشر ؟ ", . قالت بسرعة : ", طبعاً لا .. لا أعطي ثقتي جميع البشر ، فكيف لي أن أعطيها لمخلوق ذئب شرس عُرف بالدهاء ! ", الذئب : هل طول أصابع اليد متشابهة لدى البشر ؟ ", أجابت ليلى : ", لا .. ", الذئب : وهل البشر متشابهون ؟ ", ليلى : ", لا .. ", الذئب : ", والذئاب كذلك ، لن تجدي ذئباً يشابه الآخر . قد أكون ذئباً يُرفث بتلك الصفات لكني مختلفٌ ، أضاف الذئب : ", ما إسمك ؟ ", قالت : ", ليلى ", .. قال الذئب بصوت شعري يكاد يكون مضحكاً : ", كقيسٌ وليلى ", . ضحكت ليلى لسماعها ذلك الصوت ، فأضاف الذئب : ", ألديكِ قيس يا ليلى ؟ : قالت ليلى بخجل : ", نعم ", قال الذئب بدهاء : ", دعيني أضمن .. إنه ، رجلٌ شرقي ؟ ", ليلى : ", طبعاً .. ", ضحك الذئب ليظهر وجهه مرة أخرى . ", أو تثقين بذلك الرجل الشرقي ؟ ! ", قالت بكل ثقة : ", نعم .. طبعاً ", ، قال مستغرباً : ", لو تريدين أن تثقي بي أنا الذئب ، ومع ذلك تثقين بذلك الرجل الشرقي ! ", ليلى : ", أحبه بجنون .. فهو رجلٌ برجولته القاتلة وأنا أنثى بأنوثتي الطاغية .. معاً .. أنا وهو نتقن الجنون ", . قال الذئب مصفقاً لليلى : ", إذاً مرحباً وأهلاً بالملاك والتهور ! ", احمرّت وجنتاها خجلاً : ", نعم ... أسرفت بحبي له تهوراً ", أضافت : ", ولماذا لا أثق بالرجل الشرقي ؟ ! ", الذئب : ", الرجل الشرقي ، يمضي الوقت جنوناً مع الفتاة .. ليتركها بعد ذلك .. ", .. أجابته ليلى : ", ليس كل الرجال متشابهون ... وهو مختلف ", . قال الذئب بدهاء : ", أحقاً .. ؟ ! أضاف : ", هل تعلمين يا ليلى أن الذئب يحزن على موت الشريك ، ويعوي لسنوات على فراقه ، ويكون العواء عواءً حزيناً ! [ حقيقته ] . هزت ليلى رأسها بالنفي ، فأضاف الذئب : يفعل الذئب ما لا يستطيع أن يفعله رجل : إذا كان يُشاع عن الذئب الوحشية والدهاء فهذا يكون في الإصطياد لفريسته ليأكل ولا يطعم عائلته ، وذلك المتوحش أوفى وأخلص الحيوانات لشريك حياته . ماذا عن الرجل الشرقي ؟ الرجل البشري الشرقي .. أوليس له من الدهاء الكثير ... ", . إسمها كوشكا .. إسم غريب .. هو اسم روسي ويعني ", القط ", وكوشكا تلك هي الراوية التي جاءت هذه الحكايات الطريفة على لسانها . حكايات فيها من الخيال الكثير .. وفيها من الأحداث ما هو الواقع .. وفيها من الطرافة ما يثير لديك ، وكقارىء ، شعور بأنك تقفز من سطر إلى سطر ومن صفحة إلى أخرى ، ومن حدث إلى آخر بخفة .. تظلل وجهك بسمة خفيفة .. تتذكر معها حكاية ليلى والذئب .. تستوقفك .. تجعلك بسمة خفيفة .. تتذكر معها حكاية ليلى والذئب .. تستوقفك .. تجعلك تتأمل وإشارة تعجب هل تحول الذئب في يومنا هذا إلى حكيم ... وأسئلة أخرى تتبادر إلى ذهنك مع كل حكاية ابتداء من مملكة كوشكار ومجرد إعجاب ... رجل وفتاة نصف بشرية ، سندريللا والتحضير لليلة زفاف حبيبي ، السيدة العجوز ، أوراق تاروت وقط أسود .. وإبنتها وحكايتها ", أصبحت جالب النحس ", حكايا لطيفة .. قد يتبادر إلى ذهنك بأنك أمام أفلام لرسوم متحركة ... وما يميزها عنها تلك الإسقاطات .. تلك الرموز .. وذلك العمق الدلالي لشخصياتها كما لأحداثها ..