وصف الكتاب
للتاريخ دوره في التنظير لعلم العلاقات الدولية؛ الأمر الذي لا يقف عند التواريخ الغربية الحاضرة في التنظير السائد، بل يجب أن يمتد إلى التواريخ الأخرى خاصة التاريخ الإسلامي؛ وذلك لضرورتين: أولهما – التجديد في علم العلاقات الدولية تأكيدا لعالميته. الثانية – التأسيس المنظور حضاري إسلامي للعلاقات الدولية مقارنة بمنظورات العلم الأخرى. فالتاريخ الإسلامي هو تاريخ الفكر والمؤسسات والرموز والتفاعلات؛ تاريخ تطبيق الشريعة؛ تاريخ تطور العلاقة بين الأصل الثابت وبين المتغير فقها وممارسة. ومن ثم فإن العبرة من استدعاء التاريخ الإسلامي ((للتنظير أو للتدبر) تتجاوز العبرة من استدعاء تواريخ حضارية أخرى لا تنطلق أو لا تقوم على مثل ",ثابتنا", وأصلنا؛ أي القرآن والسنة، أو على مثل أصول المنهاجية الإسلامية. التاريخ الإسلامي تاريخ حضارتنا وتاريخ تطور نظم الحكم الإسلامية وتطور العلاقات الدولية وتطور التاريخ الاجتماعي والاقتصادي، ليس تاريخ الأسر والملوك والخلفاء فقط ولكنه تاريخ الأمة، ليس التواريخ الجزئية القطرية فقط (في ظل تشرذم الخلافة وبعد سقوطها)، ولكنه التاريخ الشامل للأمة الذي هو جزء حي من التاريخ العالمي. فالأخير ليس فقط تاريخ المركزية الأوروبية المدعية العالمية. التاريخ الإسلامي ليس تاريخ الحروب والمعاهدات فقط ولكنه أيضا تاريخ التفاعلات السلمية بين الشعوب والدول الإسلامية وغيرها من شعوب ودول العالم سواء في دورات القوة أو الصعود أو دورات الضعف والخبو، وتاريخ التفاعلات الحضارية في منظومة متكاملة من الهياكل والمؤسسات ومنظومات القيم والأفكار.