ظهر الإمام الحافظ ",أحمد بن علي بن علي بن حجر العسقلاني", (773-852هـ) في عصر قصرت فيه همم الناس عن استيعاب المطولات في الحديث، وهذا ما دعاه لجمع مجموعة قيمة في الأحكام، أحسن انتقاءها وأجاد في اختيارها متوخياً فيها نواحي عدة: من الاختصار والتحقيق وبيان درجة الحديث من الصحة والضعف والإعلال، وبيان من خرجه من المؤمنين في أمهات الكتب وغيرها، وتتبع طرق الحديث أو أغلبها وذكر ما ثبت من الزيادة على رواية الكتب الستة مع بيان حال الزيادة أيضاً، وأنه يتحرى أصح الأحاديث في كل باب من أبواب الكتاب. وترك ما تكلم فيه أئمة الجرح والتعديل إلا إذا كان محتاجاً إليه لشاهداً أو استئناس، بشرط أن لا يكون الطعن شديداً.

وسمى كتابه ",بلوغ المرام من أدلة الأحكام", ولأهمية هذا الكتاب اعتنى ",محمد حامد الفقي", بتحقيق متنه في هذه الطبعة التي بين أيدينا والتي جاءت مصححة ومعلق عليها بتعليقات لطيفة الهدف منها تعريف القارئ على مضمون الحديث أو النص وبالتالي استغناؤه الرجوع إلى المطولات التي تعرضت لهذا الموضوع.