نحن هنا آزاء مجموعة شعرية جديدة تجاوزت مفرد ",الرسالة", إلى جمع ",الرسائل", التي تبشرنا صاحبتها بأنها توهجت كشعلة نور تبث سحر الكون وفرحه في ذاتها، متناهية من عمق ما عانته من تجارب، فإذا هي تائهة بين الأضواء والظلال، يرفد الخيال أدبها باللطيف من موحياته، فلا تعرض تجربتها كما يعرض الصحافي أحداثاً متلاحقة، وإنما تشكل مشاعرها انثيالاً يؤكد للوالهين المولهين معاً أن ما يخرج من القلب يلج القلب بغير استئذان، وأن الحب منطقاً لا يدركه المنطق، وتلك سمة الكائن الشفيف، في شعره وفي نثره على حد سواء.

إن صاحبة هذه المجموعة، وقد حرصت في بعض وجدانياتها على مراعاة الإيقاع الموسيقي الجميل، وعلى مجانبة التكرار في الأوصاف والإشارات، وقد اقتربت أكثر من ذي قبل، من حرم الشعر العربي الأصيل.