وصف الكتاب
إن إنزال القرآن الكريم على هذه الأمة منة عظمى، لأنه سبيل الهداية، وطريق السلامة مكن الضلال والغواية.. ولكن الاستفادة الحقة من هذا الكتاب الكريم تكون بدوام الصلة به علماً وعملاً، تلاوة وتدبراً، وفهماً: ",كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولو الألباب", ومن سبل ذلك التدبر، والفهم: النظر فيما كتب أهل العلم في تفسير القرآن العظيم، فإن من كمال حفظ الله عز وجل لهذا الذكر الحكيم أن قيض له جهابذة فهموا مراد الله عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم، فألفوا في ذلك كتباً بسطوا فيها ألفاظ القرآن، وأبانوا ما يعسر فهمه.
وفصلوا ما جاء فيه من القواعد والكليات، ودفعوا التعارضات المتوهمة، وبينوا مراجع الضمائر، وعينوا المعاني المرادة إذا احتمل الكلام أوجهاً متعددة وكانوا طرائق قدداً في عنايتهم بهذا الكتاب العظيم حتى جاء الشيخ العلامة: عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله بن سعدي، فجعل جل عنايته بالمعاني التي هي المراد الأعظم، فكان كتابه فتحاً في هذا العلم، حيث جاء تفسيره هذا سهل العبارة، واضح الإشارة، وصاغه على نمط بديع بعبارات قريبة لا خفاء فيها ولا غموض، فهو يعتني بإيضاح المعنى المقصود من الآية بكلام مختصر مفيد، مستوعب لجميع ما تضمنته الآية من معنى أو حكم سواء من منطوقها أو مفهومها، دون إطالة أو استطراد أو ذكر قصص أو إسرائيليات، أو حكاية أقوال تخرج عن المقصود، أو ذكر أنواع الإعراب إلا في النادر الذي يتوقف عليه المعنى، بل يركز على المعنى المقصود من الآية بعبارة واضحة بفهمها كل من يقرؤها مهما كان مستواه العلمي فهو في الحقيقة سهل ممتنع يفهم معناه من مجرد تلاوة لفظه، وقد اهتم بترسيخ العقيدة السلفية، والتوجه إلى الله، واستنباط الأحكام الشرعية، والقواعد الأصولية، والفوائد الفقهية إلى غير ذلك من الفوائد الأخرى التي لا توجد في غير تفسيره مع اهتمامه بتفسير آيات الصفات بمقتضى عقيدة السلف خلافاً لما يؤولها بعض المفسرين.
ولأهمية هذا التفسير فقد اعتنى ",عبد الرحمن بن معلا اللويحق", بتحقيقه فاهتم بنسخ التفسير كما هو ويتضمن ذلك إثباته للآيات المفسرة كما كتبها الشيخ، وقد راعى في النسخ ما يلي: أولاً: توزيع النص توزيعاً جيداً، بحيث يكون تقسيم فقرات الكلام، وأجزائه متصلاً بمعاينة، ثانياً: رقم الآيات المفسرة في بداية تفسيرها، ثالثاً: صحح بعض الأخطاء الإملائية الظاهرة التي لا تخفى على الشيخ..