وصف الكتاب
يهدف ",علم تفسير القرآن الكريم", إلى تحصيل القدرة الكافية على فهم الدلالات الصحيحة لآيات القرآن الكريم، بحيث يمكن إستنباط الأحكام الشرعية منها بصورة دقيقة، وعلى وجهها الصحيح.
ولقد كان أول مفسر لهذا الكتاب العظيم من أنزل إليه هذا الكتاب: رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، وقد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم لابن عمه عبد الله بن عباس رضي الله عنه، وهو حبر هذه الأمة، فقال: [اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل] فأصبح عبد الله بن عباس رضي الله عنه ترجمان القرآن، وحبر هذه الأمة، وأعلم الصحابة بتفسير كتاب الله تعالى.
ثم شاع علم التفسير بين العلماء من الصحابة والتابعين، وتناقلته الأجيال، وظهرت فيما بعد تفاسير كثيرة لكتاب الله تعالى، وهي تشمل جوانب كثيرة من العلوم، وظهر التفسير بالمأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين.
وكان منها هذا التفسير: ",أنوار التنزيل وأسرار التأويل", من تأليف القاضي العلامة ",ناصر الدين البيضاوي", في القرن السابع الهجري، ولقي هذا التفسير قبولاً واسعاً بين العلماء المعاصرين ومن جاء بعدهم، حتى اشتهر البيضاوي ",بالمفسِّر", على الرغم من مشاركته الطيبة في علوم أخرى، وله مؤلفات كثيرة في تلك العلوم، حتى اعتبر هذا التفسير أشهر مؤلفاته ومصنفاته في نظر الكثير من العلماء، وحاز مرتبة السبق، وتبوأ المنزلة المتقدمة في زمانه.
فهو كتاب نافع في موضوعه، مفيد لقرائه، مختصر في أسلوبه، دقيق في عباراته، حوى المعاني الكثيرة، والعلوم النافعة، والحقائق الشرعية، وقد تميز بأن عباراته مسبوكة، جليّ الفصاحة والبلاغة والأسرار التشريعية، فقد جمع بين المعقول والمنقول.