#دار _ أفق _ للنشر _ والترجمة

رواية عرق على ورق للدكتور عمر عباس

امرأة توقظ زوجها في منتصف الليالي لِتُخبره بآخر ما جادت قريحتها من البيان؛ فيُجامعها احتفالا بالمولود الجديد..
ليت هذا حصل..!!

=====

..مازلت أذكر أنها قالت لي بعد ذلك اليوم الذي قضيناه معاً: إن الشعور الإيجابي الذي ادخرته اليوم من لقائنا سيكفيني لأعيش به مبتهجة مسرورة لبقية أيام السنة..

لكن في حقيقة الأمر لم تدم علاقتنا أكثر من سنة، كان الذي ينفرنا من بعض أكثر من ذاك الذي يجمعنا، كنا مشتركين في الغرور والدهاء والتطرف وبلاغة اللسان، وكنا مختلفين في ماعدا ذلك . كنا نمثل مدرستين متناقضتين تماما .. كنا كيانان لا يرضخ أحدهما للآخر .. كنا نشترك في منطق القوة والضعف، كلانا يحب القوة ويكره الضعف، فقد كان تصريح أحدنا للآخر بالحب يعد ضعفا كبيرا، بل وصمة عار وتبعيّـّة، بل كان أعمق من ذلك ألا وهو الإعتراف بفكر الآخر وتبنيه، كانت تريدني عُمر لكن بطريقة تفكريها، وكنت أريدها إلهام بطريقة تفكيري، كنا نطلب المحال، كلانا يرى نفسه على صواب وكلانا يدعي أنّ صاحبه مريض يريد الأخذ بيده .. كلانا أراد مساعدة الآخر وكلانا دمّر الآخر..

=====

..هذه الفتاة اكتشفت ميولاتي الأدبية، وموهبتي الفطرية في الكتابة، كما كانت تقول. لكني أعتقد أن لِموهبتي في الكتابة سببٌ آخر، ففي سن الثانية عشر كنت قد حفظت نصف القرآن الكريم في أحد كتاتيب المدينة، هذا سبب بلاغتي .. مرجعيتنا الفكرية تختلف. أنا مرجعيتي قرآنية، وهي مرجعيتها روائية، وهذا سبب كل تلك التناقضات في شخصيتنا وذاك الصراع الذي لم يكد ينتهي. فأنا أراها علمانية متفتحة أبغي هدايتها، و هي تراني مُتخلفا رجعيا تريد تحضّري .

=====

#رواية _ عرق _ على _ ورق