يعد هذا الكتاب أقرب ما يكون إلى هندسة معمارية ، لمسجد كبير ، محرابه قديم ، وإليه تتجه الأنظار والقلوب ، وهو قول الرسول صلى الله عليه وسلم ، ثم تتعدد بعد ذلك أروقته وأبوابه عند كل إضافة جديدة ، فالحديث الذي اختاره ابن رجب كأنما هو منشأة بتمامها ، ثم تجده في شرح الحديث تحس كأن ابن رجب يلقي كلمة الوداع بعد معايشة مؤمنة لعمل جليل يسلمه إلى تراثنا الكبير ، وأنه اللمسات الأخيرة في هيكل ضخم شادته اليد والعقل والقلب ، ويبذل ابن رحب طاقته في إبراز مكانة الذكر والذاكرين ، ونماذج من إقبالهم على الله ، والكتاب يشرح لمعاني كلمات النبي صلى الله عليه وسلم الجوامع وما تتضمنه من الآداب والحكم والمعارف والأحكام والشرائع ، ويعرف بالإسناد ليعلم بذلك صحة الحديث وقوته وضعفه ، كما أن هذا التحقيق يعد خطوة على طريق العناية بالحديث الشريف بما يحمل من قيم نحن أحوج ما نكون إليها في تطورنا المعاصر .