في عالمنا اليوم؛ أصبح للتكنولوجيا حضورها المسيطر على كل مناحي الحياة، بتغييراتها الثورية لكل شيء، بدءاً من أنماط الحياة وأساليبها، ووصولاً للعلاقات بين الناس، وتركيب شخصياتهم.

فالتكنولوجيا أصبحت حياة إنسان اليوم، وزاده وممارسته وشعاره، فهذه التكنولوجيا تدير حياته بشتى مفاصلها، فهي اتصالاته ومواصلاته ومستشفاه ومدرسته ونمط حياته، فمن يستطيع أن يعيش اليوم دون كهرباء أو سيارة أو هاتف أو حاسوب؟!

وإذا كان للتكنولوجيا هذا التأثير في البشرية، فكيف بالفنون الإبداعية اللصيقة بالإنسان، والمعبرة عنه كالموسيقى والرسم والنحت والأدب؟! ..

ومن الأدب تنطلق هذه الدراسة، ومن الرواية تحديداً، أكثر الأشكال الأدبية جذباً وتأثيراً. فتأثير التكنولوجيا بمفهومها المطلق، وبتجلياتها المختلفة على الرواية – كما الإنسان – كبير وعميق وجذري، شكلاً ومضموناً، التأثير الذي سيتضح لكم من مفاصل هذه الدراسة.